فوائد من شرح الأربعين النووية للشيخ ابن عثيمين
فوائد من شرح الأربعين النووية للشيخ ابن عثيمين
هل رفع اليدين مشروع في كل دعاء؟
الجـــواب: هذا على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما ورد فيه الرفع ومثاله: إذا دعا الخطيب باستسقاء أو استصحاء فإنه يرفع يديه والمأمومون كذلك، لما رواه البخاري في حديث أنس: (في قصة الأعرابي الذي طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة أن يستسقي فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ورفع الناس أيديهم معه يدعون).
ومما جاء في السنة رفع اليدين في قنوت النوازل والوتر وكذلك رفع اليدين على الصفا وعلى المروة وفي عرفة وما أشبه ذلك فالأمر فيها واضح.
القسم الثاني: ما ورد فيه عدم الرفع ومثاله: كالدعاء حال خطبة الجمعة فيغير الاستسقاء و الاستصحاء، فلو دعا الخطيب للمؤمنين والمؤمنات أو لنصر المجاهدين في خطبة الجمعة فإنه لا يرفع يديه، ولو رفعهما لأنكر عليه، ففي صحيح مسلم عن عمارة بن رؤيبة أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه فقال: (قبح الله هاتين اليدين، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد أن يقول بيده هكذا وأشار بإصبعه المسبحة) وكذلك رفع اليدين في دعاء الصلاة كالدعاء بين السجدتين، والدعاء بعد التشهد الأخير، وما أشبه ذلك، هذا أمره ظاهر
القسم الثالث: ما لم يرد فيه شيء أي ما لم يرد فيه الرفع ولا عدمه: فالأصل الرفع لأنه من آداب الدعاء وأسباب الإجابة قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً).
لكن هناك أحوال قد يرجح فيها عدم الرفع وإن لم يرد كالدعاء بين الخطبتين مثلاً، فرفع اليدين في هذه الحال محل نظر، فمن رفع على أن الأصل الدعاء رفع اليدين فلا ينكر عليه، ومن لم يرفع بناء على أن هذا ظاهر عمل الصحابة فلا ينكر عليه، فالأمر في هذا إن شاء الله واسع.