فوائد من شرح الأربعين النووية للشيخ ابن عثيمين
فوائد من شرح الأربعين النووية للشيخ ابن عثيمين
الإيمان إذا ذكر وحده دخل فيه الإسلام، قال الله تعالى: (وبشر المؤمنين) بعد أن ذكر (تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم).
أما إذا ذكرا جميعاً فيفترقان، فيفسر الإسلام بالأعمال الظاهرة من أقوال اللسان وعمل الجوارح، والإيمان بالأعمال الباطنة من اعتقادات القلوب وأعمالها.
ويدل على التفريق قول الله عز وجل: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم).
فإن قال قائل: في قولنا إذا اجتمعا افتراقا إشكال، وهو قول الله تعالى في قوم لوط: (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين). فعبر بالإسلام عن الإيمان؟
فالجـــواب:
أن هذا الفهم خطأ وأن قوله: (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين) يخص المؤمنين وقوله: (فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) يعم كل من كان في بيت لوط،وفي بيت لوط من ليس بمؤمن، وهي امرأته التي خانته وأظهرت أنها معه وليست كذلك، فالبيت بيت مسلمين، لأن المرأة لم تظهر العداوة والفرقة، لكن الناجي هم المؤمنون خاصة، ولهذا قال:: (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين). وهم ما عدا هذه المرأة، أما البيت فهو بيت مسلم.