قول الله تعالى : ﴿ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ... ﴾ .
قول الله تعالى : ﴿ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ... ﴾ .
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به ) . قال النووي : ” حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح “ . ورواه ابن أبي عاصم في السنة ( 1 / 121 ) والبغوي في شرح السنة ( 1 / 213 ) والخطيب البغدادي ( 4 / 269 ) ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ شواهد هذا الحديث في القرآن كثيرة : قال تعالى : ﴿ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ﴾ . وقال تعالى : ﴿ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ﴾ . وقال تعالى : ﴿ فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ﴾ . هذا الحديث أعله ابن رجب في ( جامع العلوم والحكم ) قال : ” تصحيح هذا الحديث بعيد من وجوه “ . وضعفه الألباني . وصحح الحديث الشيخ فريح البهلال في كتابه ( تخريج أحاديث منتقدة في كتاب التوحيد ) وقال : ” والحاصل أن حديث : ( لا يؤمن أحدكم حتى ... ) حسن أو صحيح سنداً ومتناً “ . ( لا يؤمن أحدكم ) أي لا يحصل له الإيمان الواجب ، ولا يكون من أهله . ( حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به ) هواه : ما يهواه ، أي تحبه نفسه وتميل إليه ، فإن كان الذي يحبه وتميل إليه نفسه ويعمل بها ، تابعاً لما جاء به الرسول لا يخرج عنه إلى ما يخالفه ، فهذه صفة أهل الإيمان المطلق . وإن كان بخلاف ذلك أو في بعض أحواله أو أكثرها ، انتفى عنه من الإيمان كماله الواجب . وقد سمى الله الهوى المخالف لما جاء به الرسول إلهاً فقال : ﴿ أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ﴾ . قال ابن رجب : ” أما معنى الحديث : أن الإنسان لا يكون مؤمناً كامل الإيمان ، حتى تكون محبته تابعة لما جاء به رسول الله من الأوامر والنواهي وغيرها ، فيحب ما أمر به ويكره ما نهي عنه “ .