ما جاء في الاستسقاء بالأنواء
ما جاء في الاستسقاء بالأنواء
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن زيد بن خالد قال: (صلى لنا رسول الله الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مُطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب). البخاري (846) ومسلم (71)
----------------
(صلى لنا) أي صلى بنا. (الحديبية) مكان معروف عند حدود الحديبية من جهة جدة. (على إثر سماء) أي عقب مطر، وأطلق على المطر سماء لكونه ينزل من جهة السماء. (فلما انصرف) أي من صلاته لا من مكانه، كما يدل عليه قوله: (اقبل على الناس). (هل تدرون) لفظ استفهام، ومعناه التنبيه. وفي رواية النسائي: (ألم تسمعوا ما قال ربكم الليلة). (فأما من قال مطرنا بفضل الله...) وفي رواية: (فأما من حمدني على سقياي وأثنى علي، فذاك من آمن بي) أي من نسبه إلى الله أنه أنزله بفضله ورحمته من غير استحقاق من العبد على ربه. (وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا...) المراد هنا: الكفر الأصغر بنسبة ذلك إلى غير الله وكفران نعمته، وإن كان يعتقد أن الله ســــبحانه وتعالى هــــــو الخالق للمطر المنزل له، بدليل قوله في الحديث: (فأما من قال مطرنا بفضل الله...) فلو كان المراد هو الأكبر لقال: (أنزل علينا المطر نوء كذا وكذا).