ما جاء في حماية المصطفى جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك
ما جاء في حماية المصطفى جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: (لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلّوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم). رواه أبو داود (2042)
----------------
(لا تجعلوا بيوتكم قبوراً) وفي الصحيحين عن ابن عمر مرفوعاً: (اجعلوا من صــلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً). قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله (المجموع الثمين 2/116): ” اختلف في المعنى المراد من قوله: (لا تجعلوا بيوتكم قبوراً) على قولين: القول الأول: أن المعنى لا تدفنوا فيها موتاكم، وهذا ظاهر اللفظ ولكنه أُورد على ذلك دفن النبي في بيته، وأجيب بأنه من خصائصه. القول الثاني: أنه لا تجعلوا البيوت مثل المقابر لا تصلون فيها، لأن من المتقرر عندهم أن المقابر لا يصلى فيها. وكلا المعنيين صحيــح “. أ. ﻫ ويؤيد الثاني الحديث السابق: (اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم...). قال شيخ الإسلام: ” أي لا تعطلوها من الصلاة فيها والدعاء والقراءة، فتكون بمنزلة القبور، فأمر بتحري العبادة في البيوت، ونهى عن تحرِّيها عند القبور، عكس ما يفعله المشركون من النصارى ومن تشبه بهم من هذه الأمة “ (ولا تجعلوا قبري عيداً) قال شيخ الإسلام: ” العيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد، عائداً إما بعود السنة، أو بعود الأسبوع، أو الشهر، أو نحو ذلك “. ومعنى الحديث: النهي عن زيارة قبره على وجه مخصوص، في زمان مخصوص، وذلك يدل على المنع في جميع القبور، لأن قبر رسول الله أفضل قبر على وجه الأرض، وقد نهى عن اتخاذه عيداً، فقبر غيره أولى بالنهي كائناً من كان.