من تبرك بشجر أو حجر أو نحوهما
من تبرك بشجر أو حجر أو نحوهما
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن أبي واقد الليثيّ قال: (خرجنا مع رسول الله إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سـدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله: " الله أكبر، إنها السَّنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿ اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قومٌ تجهلون ﴾ لتركبنّ سُنن من كان قبلكم "). رواه الترمذي وأحمد
----------------
(ونحن حدثاء عهد بكفر) أي قريبون عهدٍ بكفر. ففيه دليل على أن غيرهم ممن تقدمه إسلامه من الصحابة لا يجهل ذلك. (يعكفون عندها) العكوف: هو الإقامة على الشيء في المكان، ومنه قول الخليل : ﴿ ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ﴾ (ينوطون بها أسلحتهم) أي يعلقونها عليها للبركة. (اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط) أي سدرة نعلق أسلحتنا عليها تبركاً بها، ونعكف حواليها، ظنّوا أن هذا أمر محبوب عند الله فقصدوا التقرب إلى الله بذلك وإلا فهم أجل قدراً من أن يقصدوا مخالفة النبي. (الله أكبر) وفي رواية (سبحان الله) كبّر تعظيماً لهذا الطلب، أي استعظاماً له، وتعجباً لا فرحاً به. (إنها السُنن) بضم السين، أي الطرق. (قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى ﴿ اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ﴾) أي أن الرسول قاس ما قاله الصحابة رضي الله عنهم على ما قاله بنو إسرائيل لموسى حين قالوا ﴿ اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ﴾ فأنتم طلبتم ذات أنواط كما أن لهؤلاء المشركين ذات أنواط. (لتركبن سنن من كان قبلكم) أي لتفعلنّ مثل فعلهم ولتقولنّ مثل قولهم.