باب بيان ما أعد الله تعالى للمؤمنين في الجنة
باب بيان ما أعد الله تعالى للمؤمنين في الجنة
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا * عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا} [الإنسان (5، 6)]
----------------
قال ابن كثير: - أيضا - على قوله تعالى: {إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا * عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا} [الإنسان (5، 6)]، وقد علم ما في الكافور من التبريد والرائحة الطيبة مع ما يضاف إلى ذلك من اللذاذة في الجنة. قال الحسن: برد الكافور في طيب الزنجبيل، ولهذا قال {عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا}، أي: هذا الذي مزج لهؤلاء الأبرار من الكافور هو عين يشرب بها المقربون من عباد الله صرفا، بلا مزج، ويروون بها. وقوله تعالى: {ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا}، أي: ويسقون، يعني الأبرار أيضا في هذه الأكواب كأسا، أي: خمرا كان مزاجها زنجبيلا، فتارة يمزج لهم الشراب بالكافور، وهو بارد، وتارة بالزنجبيل وهو حار، ليعتدل الأمر، وهؤلاء يمزج لهم من هذا تارة، ومن هذا تارة. وأما المقربون فإنهم يشربون من كل منهما صرفا، وقد تقدم قوله: {عينا يشرب بها عباد الله}، وقال ها هنا: {عينا فيها تسمى سلسبيلا}، أي: الزنجبيل عين في الجنة، تسمى سلسبيلا. قال عكرمة: اسم عين في الجنة. وقال قتادة: {عينا فيها تسمى سلسبيلا} عين: سلسة مستقيد ماؤها. وحكى ابن جيرير، عن بعضهم: أنها سميت بذلك لسلاستها في الحلق. واختار هو أنها تعم ذلك كله، وهو كما قال: انتهى ملخصا.