باب الاستغفار
باب الاستغفار
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا معشر النساء تصدقن، وأكثرن من الاستغفار؛ فإني رأيتكن أكثر أهل النار» قالت امرأة منهن: ما لنا أكثر أهل النار؟ قال: «تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن» قالت: ما نقصان العقل والدين؟ قال: «شهادة امرأتين بشهادة رجل، وتمكث الأيام لا تصلي». رواه مسلم.
----------------
قوله: «وتكفرن العشير»، أي: تنسين معروف الزوج وجميله. وفي الحديث الآخر: «لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا يسيرا، قالت: ما رأيت منك خير قط». قوله: ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن». اللب: العقل الخالص وذلك لعظم كيدهن، وقوة حيلهن. قال تعالى: {إن كيدكن عظيم}. وفي الحديث: استحباب وعظ النساء، وتعلميهن أحكام الإسلام وتذكيرهن بما يجب عليهن وحثهن على الصدقة والاستغفار. وفيه: أن الصدقة والاستغفار من دوافع العذاب. وفيه: بذل النصيحة والإخلاص للمحتاجين ولو كان الطالب غير محتاج، واستدل به على جواز صدقة المرأة من مالها من غير توقف على إذن زوجها أو على مقدار معين. والله أعلم.