باب الاستغفار
باب الاستغفار
تطريز رياض الصالحين
عن أنس - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «قال الله تعالى: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني، غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا، لأتيتك بقرابها مغفرة». رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).
----------------
«عنان السماء» بفتح العين: قيل هو السحاب، وقيل: هو ما عن لك منها، أي ظهر. «وقراب الأرض» بضم القاف، وروي بكسرها، والضم أشهر. وهو ما يقارب ملأها. هذا من الأحاديث القدسية. وفيه: فضل الدعاء والرجاء. قال الله تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} [غافر (60)]. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الدعاء مخ العبادة». والرجاء يتضمن حسن الظن بالله، والله تعالى يقول «أنا عند ظن عبدي بي». وفيه: الحث على الاستغفار. قال الحسن: أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وأسواقكم، ومجالسكم، وأينما كنتم فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة. وقال قتادة: إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم: فالذنوب، وأما دواؤكم: فالاستغفار. وقال إبليس لعنه الله: أهلكت بني آدم بالذنوب، وأهلكوني بلا إله إلا الله، والاستغفار. قال بعض العارفين:؟؟... أستغفر الله مما يعلم الله... إن الشقي لمن لا يرحم الله ما أحلم الله عمن لا يراقبه... كل مسيء ولكن يحلم الله فاستغفر الله مما كان من زلل... طوبى لمن كف عما يكره الله طوبى لمن حسنت منه سريرته... طوبى لمن ينتهي عما نهى الله