باب المنثورات والملح
باب المنثورات والملح
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي فقال: «خلق الله التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الإثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم - صلى الله عليه وسلم - بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من النهار فيما بين العصر إلى الليل». رواه مسلم.
----------------
قوله: (أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي) طلب للتيقظ من الغفلة إن كانت. قال البغوي: على قوله تعالى: {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام} [الأعراف (54)]. أراد به في مقدار ستة أيام؛ لأن اليوم من لدن طلوع الشمس إلى غروبها، ولم يكن يومئذ يوم ولا شمس ولا سماء. وقيل: ستة أيام الآخرة، وكل يوم كألف سنة. وقيل: كأيام الدنيا. قال سعيد بن جبير: كان الله عز وجل قادرا على خلق السموات والأرض في لمحة ولحظة، فخلقهن في ستة أيام تعليما لخلقه التثبت والتأني في الأمور. وقال ابن كثير: وأول الستة الأيام الأحد، فأما يوم السبت فلم يقع فيه خلق. ولهذا تكلم البخاري وغير واحد من الحفاظ في هذا الحديث، وجعلوه من رواية أبي هريرة عن كعب الأحبار ليس مرفوعا، والله أعلم، انتهى ملخصا.