باب المنثورات والملح
باب المنثورات والملح
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كانت امرأتان معهما ابناهما، جاء الذئب فذهب بابن إحداهما. فقالت لصاحبتها: إنما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك، فتحاكما إلى داود - صلى الله عليه وسلم - فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتاه. فقال: ائتوني بالسكين أشقه بينهما. فقالت الصغرى: لا تفعل! رحمك الله، هو ابنها. فقضى به للصغرى». متفق عليه.
----------------
قال القرطبي: الذي ينبغي أن يقال: إن قضاء دواد به لها لسبب اقتضى ترجيح قولها عنده، إذ لا بينة لإحداهما. وقال ابن الجوزي: استنبط سليمان لما رأى الأمر محتملا، فأجاد وكلاهما حكم بالاجتهاد. ودلت هذه القصة: أن الفطنة والفهم موهبة من الله تعالى لا تتعلق بكبر سن ولا صغره.