باب العفو والإعراض عن الجاهلين
باب العفو والإعراض عن الجاهلين
تطريز رياض الصالحين
عن أنس - رضي الله عنه - قال: كنت أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد، مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضحك ثم أمر له بعطاء. متفق عليه.
----------------
في هذا الحديث: مزيد حسن خلقه - صلى الله عليه وسلم - وصبره على سوء أدب هذا الأعرابي الجافي، وحلمه - صلى الله عليه وسلم - فإنه عفا عن جنايته عليه، وزاد على العفو بالبشر والعطاء. قال الشاعر: بشاشة وجه المرء خير من القري... فكيف من يعطي القري وهو يضحك وفي رواية البيهقي: (ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فإنك لا تحمل لي من مالك، ولا من مال أبيك. فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: «المال مال الله وأنا عبده». وذكر في (الشفاء) أنه حمل له على بعير شعيرا، وعلى الآخر تمرا.