باب الحلم والأناة والرفق
باب الحلم والأناة والرفق
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأشج عبد القيس: «إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة». رواه مسلم.
----------------
الحلم والأناة من صفات العقلاء. وسبب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك للأشج. ما جاء في حديث الوفد، أنهم لما وصلوا المدينة بادروا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأقام الأشج عند رحالهم فجمعها، وعقل ناقته، ولبس أحسن ثيابه ثم أقبل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقربه وأجلسه إلى جانبه. ثم قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: «تبايعوني على أنفسكم، وقومكم». فقال القوم: نعم. فقال الأشج: يا رسول الله، إنك لم تزاول الرجل على شيء أشد عليه من دينه. نبايعك على أنفسنا، ونرسل من يدعوهم. فمن أتبعنا كان منا، ومن أبى قاتلناه. قال: «صدقت، إن فيك خصلتين يحبهما الله. الحلم، والأناة»، قال: يا رسول الله، أكانا في أم حدثا، قال: «بل قديم». قال: الحمد الله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله.