باب تحريم الكبر والإعجاب
باب تحريم الكبر والإعجاب
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين} [القصص (76)]... إلى قوله تعالى:... {فخسفنا به وبداره الأرض} [القصص (81)].
----------------
كان قارون ابن عم موسى، آمن به ثم لحقه الزهو والإعجاب فبغى على موسى وقومه. وكانت مفاتح خزائنه تثقل الجماعة الكثيرة. والفرح المنهي عنه هو انهماك النفس، والأثر، والإعجاب. وقوله: {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة} [القصص (77)]. بأن تصرفه في مرضاة الله {ولا تنس نصيبك من الدنيا}. من مأكل، وملبس، ومشرب وغيرها من المباحات. وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت. وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس». {وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض}. بالمعاصي إن الله لا يحب المفسدين. قال: أي: لما وعظه قومه أخذته العزة بالإثم. {إنما أوتيته على علم عندي} [القصص (78)]، أي: علم بالتجارة، ووجوه تثمير المال وعلم الله أني أهل له ففضلني به عليكم. قال الله تعالى: {أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} [القصص (78)]. أي: سؤال استعلام، فإنه تعالى مطلع عليهم وإنما يسألون سؤال تقريع وتوبيخ. وقوله تعالى: {فخسفنا به وبداره الأرض} [القصص (81)]... إلى آخر القصة. ففيها شؤم البغي، وسوء مصرع الكبر والإعجاب ومحبة الدنيا.