باب ذكر الموت وقصر الأمل
باب ذكر الموت وقصر الأمل
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون} [الحديد (16)].
----------------
{ألم يأن} ألم يحن، أي: أما آن للمؤمنين {أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق} أي: تلين عند الذكر والموعظة وسماع القرآن فتفهم، وتنقاد له. قال ابن عباس: إن الله استبطأ المؤمنين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة من نزول القرآن. وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن أول ما يرفع من الناس الخشوع». وقال ابن مسعود: إن بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد فقست قلوبهم، اخترعوا كتابا من عند أنفسهم استهوته قلوبهم، واستحلته ألسنتهم، وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم، فقالوا: تعالوا ندعوا بني إسرائيل إلى كتابنا هذا، فمن تابعنا عليه تركناه، ومن كره أن يتابعنا قتلناه، ففعلوا ذلك. وروي عن ابن المبارك أنه في صباه حرك العود ليضربه، فإذا به قد نطق بهذه الآية، فتاب ابن المبارك، وكسر العود، وجاءه التوفيق والخشوع. {وكثير منهم فاسقون} أي: خارجون عن طاعة الله، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لتتبعن سنن من كان قبلكم».