باب فضل الجوع وخشونة العيش
باب فضل الجوع وخشونة العيش
تطريز رياض الصالحين
عن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الأنصاري الحارثي - رضي الله عنه - قال: ذكر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما عنده الدنيا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا تسمعون؟ ألا تسمعون؟ إن البذاذة من الإيمان، إن البذاذة من الإيمان» يعني: التقحل. رواه أبو داود.
----------------
«البذاذة» - بالباء الموحدة والذالين المعجمتين - وهي رثاثة الهيئة وترك فاخر اللباس. وأما «التقحل» فبالقاف والحاء: قال أهل اللغة: المتقحل هو الرجل اليابس الجلد من خشونة العيش وترك الترفه. إنما كانت البذاذة من الإيمان لما تؤدي إليه من كسر النفس والتواضع، قال عيسى عليه السلام: جودة الثياب خيلاء القلب. وعوتب علي رضي الله عنه في إزار مرقوع، فقال: يقتدي به المؤمن ويخشع له القلب. وهذا يدل على استحباب ذلك إذا لم يكن فيه رياء، ولا حيلة على الدنيا. وبالجملة فالمحبوب التوسط في كل شيء. وقال بعض العارفين - لما أنكر عليه جمال هيئته -: يا هذا، هيأتي هذه تقول الحمد لله، وهيأتكم هذه تقول: أعطوني من دنياكم.