قول الله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
قول الله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قوله: ﴿ قل تعالوا أتلو ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً)
----------------
قال ابن كثير: (يقول الله تعالى لنبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين عبدوا غير الله، وحرموا ما رزقهم الله، وقتلوا أولادهم، كل ذلك فعلوه بآرائهم الفاسدة، وتسويل الشيطان لهم. ﴿ تعالوا ﴾ أي: هلمّوا وأقبلوا. ﴿ أتلُ ما حرم ربكم عليكم ﴾ أي: أقصص عليكم وأخبركم بما حرم ربكم عليكم حقاً، لا تخرُّصاً ولا ظنّاً. ﴿ ألا تشـركوا به شـيئاً ﴾ قال: وكأن في الكلام محذوفاً دل عليـه السـياق، وتقديره: وصـاكم ألا تشركوا به شيئاً) وابتدأ الله تعالى هذه الآيات المحكمات بتحريم الشرك والنهي عنه، فدل أن التوحيد أوجب الواجبات، وأن الشرك أعظم المحرمات. ولفظ الشرك يدل على أن المشركين كانوا يعبدون الله، ولكن يشركون به غيره من الأوثان والصالحين والأصنام، ولهذا سئلوا عما يقول لهم، قالوا: اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول آباؤكم، كما قاله أبو سفيان.