باب الإصلاح بين الناس
باب الإصلاح بين الناس
تطريز رياض الصالحين
عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صوت خصوم بالباب عالية أصواتهما، وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء، وهو يقول: والله لا أفعل، فخرج عليهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أين المتألي على الله لا يفعل المعروف؟»، فقال: أنا يا رسول الله، فله أي ذلك أحب. متفق عليه.
----------------
معنى «يستوضعه»: يسأله أن يضع عنه بعض دينه. «ويسترفقه»: يسأله الرفق. «والمتألي»: الحالف. قوله: (فله، أي: ذلك أحب). وفي رواية لابن حبان: «إن شئت وضعت ما نقصوا، وإن شئت من رأس المال». فوضع ما نقصوا. وفي أول الحديث دخلت امرأة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني ابتعت أنا وابني من فلان تمرا فأحصيناه. (والذي أكرمك بالحق ما أحصينا منه إلا ما نأكله في بطوننا، أو نطعمه مسكينا، وجئنا نستوضعه ما نقصنا...) الحديث. قال الحافظ: وهي غير قصة كعب بن مالك وخصمه عبد الله بن أبي حدرد. وفي الحديث: الحض على الرفق بالغريم، والإحسان إليه بالوضع، والزجر عن الحلف على ترك الخير. وفيه: الصفح عما يجري بين المتخاصمين من اللفظ ورفع الصوت.