باب الصبر
باب الصبر
تطريز رياض الصالحين
عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان ابن لأبي طلحة - رضي الله عنه - يشتكي، فخرج أبو طلحة، فقبض الصبي، فلما رجع أبو طلحة، قال: ما فعل ابني؟ قالت أم سليم وهي أم الصبي: هو أسكن ما كان، فقربت إليه العشاء فتعشى، ثم أصاب منها، فلما فرغ، قالت: واروا الصبي فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال: «أعرستم الليلة؟» قال: نعم، قال: «اللهم بارك لهما»، فولدت غلاما، فقال لي أبو طلحة: احمله حتى تأتي به النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبعث معه بتمرات، فقال: «أمعه شيء؟» قال: نعم، تمرات، فأخذها النبي - صلى الله عليه وسلم - فمضغها، ثم أخذها من فيه فجعلها في في الصبي، ثم حنكه وسماه عبد الله.
----------------
في هذا الحديث: فضل الصبر والتسليم لأمر الله تعالى، وأن من فعل ذلك رجي له الإخلاف في الدنيا، والأجر في الآخرة كما في الدعاء المأثور: « (اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرا منها». وفيه: التسلية عن المصائب، وتزين المرأة لزوجها، واجتهادها في عمل مصالحه، ومشروعية المعاريض الموهمة إذا دعت الضرورة إليها، ولم يترتب عليها إبطال حق. وفيه: أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.