تجارة الآخرة كتجارة الدنيا لها مواسمها يُغتنم فيها الربح العظيم بالجهد القليل، صح عن أبي هريرة موقوفاً: (الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء).

لا بأس بحمل المصلي للمصحف إماما ومنفردا إذا لم يحفظه أو كان يزيده تدبرا، ثبت هذا عن عائشة وأنس، قال الزهري: كان خيارنا يقرؤون في المصاحف في رمضان.

الذي يقول (آمين) خلف الداعي هو كالداعي سواء، قال الله {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا...} يونس 88، ثم قال { قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا } يونس 89، الداعي واحد والإجابة للاثنين موسى وهارون.

إذا تخلل دعاء الإمام في قنوته تعظيم لله، فلا حرج على المأموم قول: (آمين)، لأنه مقام سؤال وذكر يستلزم الدعاء، يُروى في الخبر القدسي: قال الله: " من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين.

كانوا يطيلون صلاة التراويح، ويريحهم عمر بينها وقتاً، وكان أيوب يجعل الاستراحة مقدار ثلاثين آية.. وصلاة بعض المتأخرين تساوي استراحات السالفين.

سُميت التراويح بهذا، لأنهم يستريحون أثناء الصلاة لطولها كان عمر رضي الله عنه يروح المصلين قدر ما يذهب الرجل من المسجد إلى (سلع) وهو جبل يبعد عنهم٧٠٠ م.

يفضل عدم المداومة على القنوت في صلاة التراويح، لعدم ثبوت ذلك في عمل الصحابة إلا في نصف رمضان الأخر يداومون عليه، ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في قيامه.

لم تُصل التراويح في خلافة أبي بكر لانشغاله بجهاد المرتدين والجهاد آكد منها وعمر هو من جمع الناس على أبي بن كعب ولم يقنت إلا في النصف الثاني.

السُّنة أن يقول المرء بعد الوتر: [سبحان الملك القدوس] ثلاثاً، يجهر بها ويرفع صوته أكثر في الثالثة، أما الاستغفار والتهليل بعد الوتر فلا يُعرف في السُّنَّة.

يديم بعض الأئمة قراءة سورة (الأعلى) و(الكافرون) في الشفع، ثم (الإخلاص) في ركعة الوتر، والسنة أن يقرأهن في ثلاث ركعات بسلام واحد لا سلامين.

يجوز للمصلي أن يوتر بركعة واحدة أو بثلاث أو خمس متصلات، ولكن إذا أراد أن يقرأ (الأعلى) و (الكافرون) و (الإخلاص) فالسُنة أن تكون ثلاثا بسلام واحد.

قيام الليل كله من العشاء إلى الفجر خلاف السنة إلا في رمضان، فالسنة إحياؤها للقادر. ونوم النهار أفضل من نوم الليل في رمضان للمتعبد خاصة.

لا حرج من الاستئناس بالرؤى لمعرفة ليلة القدر، ثبت هذا في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر).

لا يثبت شيء في توافق يوم الجمعة مع ليلة وتر من العشر الأواخر أن ذلك قرينة على كونها ليلة قدر أو أن لها فضلًا خاصا، واليوم يتبع الليلة الماضية.

لا يصح لليلة القدر علامة قبلية قطعية، وجاءت علامات بعدية ظنية، صح (أن الشمس صبيحتها بلا شعاع) ولا يصح سكوت الكلاب والحمير والديكة صبيحتها.

لا يثبت حديث في تحديد ليلة من الليالي تكون هي ليلة القدر لا تتعداها، وإنما هي علامات وقرائن وتحريات، أقربها الوتر ومنها 27 ثم 21 ثم 23.

من أفضل الأعمال في ليلة القدر قراءة القرآن لأن الليلة فضلت بسببه ففيها أنزل.

لو قيل لأحد: تُعطى أجرة الشهر بثلاثة أشهر لو عملت في بلد كذا وكذا مغتربًا ؛ لتغرب وتحمل المشقة لأجل ذلك، وليلة القدر تُعادل عبادة ٨٣ عامًا.

مغبون.. مغبون.. مغبون، من لم يبع ساعات ويشتري أكثر من ثلاثة وثمانين عاماً (ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر).

من عجز عن اعتكاف العشر فليعتكف ليالي الوتر، ومن عجز عنها فليعتكف ليلة سبع وعشرين ومن عجز فليعتكف ولو ساعة، كان يعلى بن أمية صحابي يعتكف ساعة.

ينبغي أن ينوي من دخل المسجد الاعتكاف ولو وقتاً يسيراً رجلاً أو امرأة، ثبت عن يعلي بن أمية من الصحابة اعتكاف ساعة، وثبت مرفوعاً ليلة واحدة.

العاجز عن قيام العشر لعذر كعمل شاق لا يجد منه إجازه، لو صلى العشاء والفجر جماعة حصل على أجر قيام العشر وإدراك ليلة القدر صح هذا عن ابن المسيب، وظاهر السُنَّة يؤيد قول سعيد بن المسيب، وهو قول وجيه جدا، وفضل الله ورحمته أوسع من أن تُحَد.

المرأة الممنوعة من الصلاة بعذر الحيض لها الجلوس في مصلاها ليالي العشر بلا صلاة تقرأ وتذكر الله وتدعوه ويرجى لها إدراك أجر العشر وليلة القدر.

ويسن للمرأة أن تقوم في بيتها كما يقوم الرجال في المسجد، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله وأيقظ أهله.

ويسن للمرأة أن تقوم في بيتها كما يقوم الرجال في المسجد، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله وأيقظ أهله.

إحياء الليل كله بالصلاة في العشر هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم، عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلِط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشرُ شمَّرَ وشدَّ المئزر.

ومن كمال العقل الإعداد بخير الزاد ليوم المعاد، وأفضل زاد للرحيل هو في هذه الأيام العشر، ليتزوّد الإنسان، ربما لا يمر بها مرة أخرى، وسفره طويل.

من قصّر في أول رمضان وأحسن في آخره خير ممن أحسن في أوله وقصر في آخره، ففي الحديث: (إنما الأعمال بخواتيمها).

جعل الله آخر رمضان أفضل من أوله لأن النفس تنشط في البدايات وتضعف في النهايات فيثبت الصادق وبقدر الإيمان يكون الثبات.

العشر الأواخر من رمضان أفضل لياليه، وإنما كانت في آخر الشهر ؛ لأن النفوس تنشط ثم تفتر، فنشطت أوله لفضل كل الشهر، ونشطت بعد فتور لفضل العشر.

انقطاع النبي صلى الله عليه وسلم في العشر بالاعتكاف، مع كونه يدير دولة الإسلام ويفتي الأنام والأمة تحتاج إليه، دليل على أن الأولى تأجيل المصالح لأجل هذه العشر.

نصف رمضان الآخر يتأكد فيه زيادة الاجتهاد أكثر من نصفه الأول، هكذا ظاهر عمل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

التهنئة بدخول العشر الأخيرة من رمضان أمر حسن، ولا يصح في ذلك حديث، وإنما يختار عبارةً تجمع بين الحثّ على العمل والتبريك.

يجوز للمتسحر أن يتناول ما في يده من شراب وطعام عند سماع أذان الفجر، رخص فيه جماعة من السلف ويُروى فيه أحاديث مرفوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

يستحب أن يكون السحور من التمر أو معه تمر وهذا سنة يغفل عنها الكثير ويظنون أن التمر سنة للإفطار فقط، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم (نِعْمَ سَحور المؤمن التمر) رواه أبو دَاوُدَ وإسناده مستقيم.

تسحير الصائم أفضل من تفطيره ؛ لأن أكلة السحر أفضل، ولأن المتسحر يستقبل الصيام وهو ركن الإسلام ولا يثبت في فضل تفطير الصائمين حديث وفضل الله واسع.

ظواهر الأدلة من السنة تُشير إلى أن أكلة (السحر) أفضل من أكلة (الإفطار) ؛ لأن جل النصوص في الإفطار في تعجيله، وأما السحر فبذات الأكلة، ولأن المتسحر يستعين على الصيام، وهو ركن من أركان الإسلام، ونهار رمضان أفضل، والتقوِّى له أتم، والفطر يتحقق بأي مفطر ولو بالجماع كفعل ابن عمر والسحور بالأكل فقط، وحرص الناس على أكْلة الإفطار والتغافل عن السحور، سببه عدم معرفةٍ للعبادات المتفاضلة، فينبغي الحرص على الأمرين والعناية الأَوْلى بالسحور.

ينبغي عدم ترك أكلة السحر ولو على شيء يسير، فيُروى في الحديث: (السحور أكلة بركة فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء).

شرب الدخان مفطِّر لأنه يُجمع في الفم قصدا ويصل شيء غير قليل إلى المعدة لهذا يتفق الأطباء أنه من أسباب سرطان المعدة وحرقانها لذا يسمونه شرابا.

يجوز للصائم تذوق الطعام وإخراجه كالمضمضة رخص فيه جماعة كابن عباس فقد رخص بتذوق الطعام يريد شراءه، وكان الحسن يمضغ الجوز لابن ابنه وهو صائم.

ومما لا يُفطّر الصائم الجروح ؛ كدم اللثة والأسنان إذا لم يدخل الجوف، وكذلك إبرة المخدرة الموضعية، والحُقن الشرجية.

ومما لا يُفطّر الصائم تحليل الدم على الصحيح، وإبرة العضل، والأوكسجين، والاحتلام، وبلع اللعاب، وما يوجد في فمه بعد الإمساك من بقايا سحوره.

لا يُفطر الصائم الريق، وتذوق الطعام مع إخراجه لا يبتلعه ومثله السواك وفرش الأسنان، وبخاخ الربو والطيب ولو بخوراً، وقطرات الأذن والعين والكحل.

لا يفطر الصائم: السواك، ومعجون الأسنان، وقطرة العين، والقيء -على الصحيح-.

كل ما لا يصل إلى المعدة ولا يقوم مقام الداخل إليها فلا يفطر، مثل ما يصل إلى الرئتين فقط كبخار الربو، والطيب ودخان البخور، واستنشاق الأطعمة.

من ثبت عنده الغروب وأخر الفطر ينتظر الأذان فهو مخالف للسنة لأن التقويم اليوم يعمل به المؤذن وغيره وكان ابن عمر رضي الله عنهما يفطر لثبوت الغروب وإن لم يؤذن.

إذا ثبت للصائم غروب الشمس بالتقويم، استُحب له الفطر وإن لم يؤذّن، لأن الفطر والأذان مرتبطان بالغروب على السواء، لا يرتبط أحدهما بالآخر.

أفضل الفطر على التمر، وأقل السنة ثلاث تمرات، ثم حسوات من الماء، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أكل غير ذلك قبل الصلاة، ولكن بعدها يأكل ما شاء.

أفضل الفطر على تمر ثم على ماء ثم على لبن، ولا يصح تخصيص الرطب بالفضل، وحديث تقديم الرطب على التمر منكر أنكره أبو حاتم وأبو زرعة والبزار.

اراد ابن عمر رضي الله عنهما الشرب فذكر فقال: (أراد الله أن يسقيني فمنعتني) واسناده صحيح عنه، ولا مخالف له من الصحابة.

يُذكر الصائم إذا أكل صائماً أمام الملأ الكثير لحرمة الشهر، الذين لو رأوه أساؤوا الظن به، وأما غير ذلك كمن يأكل أو يشرب ناسياً، عند أفراد يغلب الظن معرفتهم لحال مثله، أو كان في بيته فلا يُذكّر.

قول الصائم عند الخصومة (إني صائم) فيه فوائد: 1- تنبيه المخاصِم إلى عدم العجز ولكن السكوت إنما هو لله. 2- تذكير بحرمة عبادة الله فلا تقترن بسوء.

قول (إني صائم) عند المخاصمة سنة يغفل عنها الكثير. وقول بعض العامة: (اللهم إني صائم) زيادة (اللهم) لا أصل لها في السنة والأثر.

يستحب التعجيل بصلاة الفجر في رمضان بعد ثبوت دخول الوقت، قال زيد بن ثابت: (بين السحور والدخول في الصلاة قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية) وذلك للمترسل نحو من 10 دقائق.

يكره السفر في رمضان بلا حاجة ولا مصلحة، حتى لا يُنشَغل عن العبادة، صح عن عائشة قولها: لا أحب السفر في رمضان، ولو دخل رمضان لأحببت الإقامة.

قد لا يحتاج الإنسان إلى شيطانه ليضل، لأنه ضال بنفسه فلا يؤثر فيه تكبيل شيطانه في رمضان {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ} ق 27.

من زاد شره من الإنس في رمضان فهذا دليل على أن شرّه أعظم من شر شيطانه المكبّل، فإن من شياطين الإنس من هو أضل من شياطين الجن.

التساهل بالمحرمات في رمضان، مما ينقص الأجر، وربما أزال ثواب الصيام يُروى عن أنس والنخعي أن الغيبة تُفطر الصائم. أي: تُذهب أجره حتى كأنه مفطر.

الحامل والمرضع يجوز فطرهما عند الخوف على نفسيهما أو على ولديهما بالاتفاق والأصح فيهما وجوب القضاء بلا كفارة، وهذا الارجح عن ابن عباس وابن عمر.

يحرم الصوم على من غلب على ظنه تضرر حياته بالصوم، وعدّه أبو هريرة قاتلاً لنفسه، فجاء عنه أنه قال: (لو مات ما صليت عليه) وإسناده صحيح.

التهنئة بقرب رمضان ودخوله جائزة بل مفضلة لعموم التهنئة بالأعمال الصالحة كقبول توبة كعب بن مالك، ولم يثبت حديث معيّن بخصوص تهنئة رمضان.

يظن بعض الفلكيين أن الهلال إذا كان يغرب قبل الشمس فلا يتراءى الناس الهلال مطلقاً، وهذا خطأ فرؤيته نهاراً معتبرة كالليل عند جمهور الفقهاء.

يتفق الأئمة الأربعة أن رؤية الهلال معتبرة ليلاً ونهاراً، ولو تمكّن الشهود من رؤيته أيّ وقتٍ بعد الظهر فالغد شهر جديد، وبهذا عمل الصحابة.

دخول رمضان يكون بالرؤية أو إتمام شعبان ثلاثين، والمغترب في بلد لا رؤية فيه يصوم مع بلد قريب يعتمد الرؤية، وإن تعذر بلد قريب فيأخذ بالحساب.

الحساب الحالي قاصر، لأنه يحسب على ما تراه العين في غلاف الجو، ولو تم الحساب على القرص الأصل لفسدت الصلاة، يفرّون من الرؤية ويحسبون عليها !.

العين ترى صورة الشمس والقمر في غلاف الجو ولا ترى القرص الأصل وبين القرص وانعكاسه دقائق، ومن قال بالحساب فليحسب على الأصل لا على الانعكاس.

يسر الله على الأمة ربط صيامها برؤية الهلال فقط وأبى البعض إلا سلوك طريقة بني إسرائيل حينما أمرهم بذبح اى بقرة فبحثوا عن لونها وعمرها وصفتها.

رمضان شهر نصر وعزة وتمكين، جل غزواته كانت نصراً، فيه فتحت مكة والقدس والهند والسند والأندلس والقسطنطينية.

شهر رمضان شهر عظيم أُشرعت أبواب رحمة لا تحتاج إلى استفتاح لتَفتح وإنما تحتاج إلى أقدام تسير لتدخل لا تنتظر من يحملها.