أخلاقه صلى الله عليه وسلم وخصائصه
خلق الرسول مع ربه
خلق النبي (صلى الله عليه وسلم)مع ربه في جانب الربوبية
----------------
لما كان النبَّيُّ(صلى اللهُ عليه وسلم)إمام المُوحِّدين فهو يعلم عن ربه ما لا يعلم غيره فقد رسخ في قلبه معاني ربوبيته سبحانه وتعالى، فهو يعلم أن لا خالق إلا الله، ولا مالك إلا الله، ولا رازق إلا الله، ولا مدبر إلا الله، فكل ما في الكون من خلقه وفي ملكه وهو يدبر أمرها ويصرفها، ويفعل فيها ما يشاء سبحانه. وقد أمر(عليه الصلاة والسلام)بالتعلق بالله الذي بيده كل شيء في الأمور كلها فقال: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً). أخرجه الترمذي
خلق الرسول مع ربه
خلق النبي (صلى الله عليه وسلم)مع ربه في جانب الربوبية
----------------
لمعرفته (صلى اللهُ عليه وسلم) بهذا الجانب فإنه قد بينه للأمة بقوله وفعله، فعلمهم كل ما يجب عليهم لخالقهم، ونهاهم وحذَّرهم عن كل ما يقدح في حق ربهم، فقد حذر النَّبيُّ(صلى اللهُ عليه وسلم)من الشرك وسد كل الجوانب التي تُوصِّل إليه حتى يكون الأمر واضحاً جلياً للناس، ولا يكون على الله حجة بعد الرسل، وهذا من خلقه (صلى اللهُ عليه وسلم) مع ربه. فقد علَّم أصحابه وربَّاهم ورسَّخ العقيدة في قلوبهم، ومن هذا العلم الذي علمهم أن الله - سبحانه وتعالى - هو المالك المدبر المعطي المانع النافع الضار، الخافض الرافع، المعز المذل، بيده مقاليد الأمور، وهو على كل شيءٍ قدير، ولا يكون في ملكه إلا ما يريد، قال (صلى اللهُ عليه وسلم) لابن عباس: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعت على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك) الترمذي
خلق الرسول مع ربه
خلق النبي (صلى الله عليه وسلم)مع ربه في جانب الربوبية
----------------
قال صل الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدق بالسحر) المسند وصححه الألباني انظر صحيح الجامع (2539)، وقال: (أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوهن... والاستسقاء بالنجوم) وقد قال(عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ)للذي قال له: (ما شاء الله وشئت، أجعلتني لله نداً، بل ما شاء الله وحده) أحمد، وحسنه الألباني انظر السلسلة الصحيحة
خلق الرسول مع ربه
خلق النبي (صلى الله عليه وسلم)مع ربه في جانب الألوهية
----------------
أي تحقيق النَّبيِّ (صلى الله عليِ وسلم) للعبودية تحقيقاً كاملاً، بأدبه صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ مع ربه في جانب الألوهية. وليس المراد بهذا المعنى العام الشمولي، لأن ذلك يستوعب حياته كلها (صلى الله عليِ وسلم)، فقد كانت حركاته، وسكناته كلها لله، وفي سبيل الله-عَزَّ وجَلَّ-،فبذلك أُمر وعليه أُجر قال-تعالى- مُخاطباً نبيه، وحبيبه ومصطفا ه: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (162) سورة الأنعام. وكان(صلى الله عليِ وسلم) إذا افتتح صلاته قال: (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً وأما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي و مماتي لله رب العالمين) صحيح مسلم – كتاب صلاة المسافرين-
خلق الرسول مع ربه
خلق النبي (صلى الله عليه وسلم)مع ربه في جانب الألوهية
----------------
في جانب عبادته: عن المغيرة-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-يقول: " إن كان النَّبيُّ(صلى الله عليِ وسلم)ليقوم أو ليُصلي حتى ترم قدماه – أو ساقاه- فيقال له، فيقول: (أفلا أكونُ عبداً شكوراً) البخاري – الفتح، كتاب التهجد ومن المعاني العظيمة ما تدلنا، وترشدنا إلى أمور كثيرة، ومنها: 1. أدبه الجم مع الله-عَزَّ وجَلَّ-. 2. كثرة عبادته، وتهجدهُ، والانطراح بين يدي خالقه مع أنه قد غُفر له ما تقدم من ذنبه. 3. وصفه نفسه بكونه عبداً شكوراً، وذلك تأدباً منه تجاه خالقه ومولاه. وعن ابن مسعود-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-،قال: " صليتُ مع النَّبيِّ(صلى الله عليِ وسلم)ليلةً فلم يزل قائماً حتى هممت بأمر سوءٍ، قلنا: وما هممت؟ قال: هممت أن أقعد وأذر النَّبيَّ(صلى الله عليِ وسلم) ". البخاري – الفتح، كتاب التهجد
خلق الرسول مع ربه
خلق النبي (صلى الله عليه وسلم)مع ربه في جانب الألوهية
----------------
لقد حَذَّر النَّبيُّ(صلى الله عليِ وسلم)أمته من الشرك غاية التحذير، وسد كل الطرق الموصلة إليه، وحَمَى حِمَى التوحيد، وذلك تأدباً مع الله من أن يكون معه شريك أو ند، ومن ذلك ما يلي: 1.أنه نهى عن الغلو في مدحه بما قد يُفضي إلى الغلو فيه و عبادته من دون الله كما وقع للنصارى في حق عيسى بن مريم،قال رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليِ وسلم): (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله) البخاري، الفتح-كتاب الأنبياء
خلق الرسول مع ربه
خلق النبي (صلى الله عليه وسلم)مع ربه في جانب الألوهية
----------------
2.نهى عن الغلو في تعظيم قبور الصالحين وذلك بالبناء عليها، وإسراجها، وتجصيصها، والكتابة عليها ؛ لأن هذا يُفضي إلى الغلو فيها و عبادتها، وطلب قضاء الحوائج من الموتى. ويدل على ذلك حديث ابن عباس- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قال: قال رسول الله(صلى الله عليِ وسلم): (إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو) أحمد في المسند 3. نهى عن الوفاء بالنذر بالذبح لله في مكان يُذبح فيه لغير الله أو يُقام فيه عيدٌ من أعياد الجاهلية إبعاداً عن التشبه بهم في تعظيم المكان، والوثن. ويدلُ على ذلك حديث ثابت بن الضَّحاك - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قال: (نذر رجلٌ أن ينحر إبلاً ببوانَة فسأل النَّبيَّ (صلى الله عليِ وسلم)،فقال: (هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يُعبد؟) قالوا: لا. قال: (فهل كان فيها عيدٌ من أعيادهم؟) قالوا: لا.فقال رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ- ": (أوفِ بنذرك فإنه لا وفاء لنذرٍ في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم).(رواه أبو داود،وصححه الألباني في صحيح أبي داود للألباني
خلق الرسول مع ربه
خلق النبي (صلى الله عليه وسلم)مع ربه في جانب الألوهية
----------------
4. نهى عن الألفاظ التي ظاهرها التسوية بين المخلوقين وبين الله كقول الناس (ما شاء الله وشئت) و (لولا الله وأنت) كل هذا تأدباً مع الله وصيانة للتوحيد، وسداً لمنافذ الشرك، وإبعاداً للأمة عن أن تقع فيما وقعت فيه الأمم قبلها من فساد العقائد والسلوك، وغيرها. انظر: " محاضرات في العقيدة والدعوة ويدلُ على ذلك حديثُ ابنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- أنَّ رجلاً قال للنَّبيِّ(صلى الله عليِ وسلم):ما شاء الله وشئت فقال النَّبيُّ(صلى الله عليِ وسلم): (أجعلتني لله نداً؟! بل ما شاء الله وحده). رواه أحمد في المسند
خلق الرسول مع ربه
خلق النبي (صلى الله عليه وسلم)مع ربه في جانب الألوهية
----------------
في جانب توبته واستغفاره: كان رسول الله(صلى الله عليِ وسلم)أعرف الخلق بربه-جل جلاله-،متعبداً له بجميع أسمائه وصفاته، وسيرته (صلى الله عليِ وسلم) تترجم هذا، فقد كان (عليه الصلاة والسلام) يُظهر ذله وافتقاره في كل شأنه، و يكثر من الاستغفار والتوبة – حدَّث عن ذلك بقوله (والله إني لأستغفرُ الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) البخاري، الفتح– كتاب الدعوات-باب استغفار النَّبيّ (صلى الله عليِ وسلم) في اليوم والليلة
خلق الرسول مع ربه
خلق النبي (صلى الله عليه وسلم)مع ربه في جانب الألوهية
----------------
في جانب دُعائه وافتقاره إلى ربه: كان النَّبيُّ(صلى الله عليِ وسلم) يُكثر من الدُّعاء ويلح فيه ويتضرع لربه السميع المجيب الجواد الكريم حتى أن أبا بكر الصديق-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-(أشفق عليه يوم بدرٍ من كثرة ما بَكى وتضرع فأخذه بيده وقال له: حسبك يا رسول الله) البخاري كان دُعاء النَّبيِّ(صلى الله عليِ وسلم)في ركوعِهِ: (اللهم لك ركعت، وبك آمنت، لك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي) صحيح مسلم
خلق الرسول مع ربه
خلق النبي (صلى الله عليه وسلم)مع ربه في جانب الألوهية
----------------
في جانب الالتجاء إلى الله وخشيته وتأثره بكلامه: عن جابر بن عبد الله -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-،قال: غزونا مع رسول الله (صلى الله عليِ وسلم) غزوة قبل نجد فأدركنا رسول الله (صلى الله عليِ وسلم) في وادٍ كثير العضاة (أي الشوك) فنزل رسول الله (صلى الله عليِ وسلم) تحت شجرة فعلق سيفه في بعض من أغصانها قال: وتفرق الناس في الوادي يستظلون وهو قائم على رأس فلم أشعر إلاّ والسيف صلتا في يده، فقال لي: من يمنعك مني؟ قال: قلت: الله، ثم قال في الثانية: من يمنعك مني: قال: (قلت الله) – فشام السيف- أي سقط من يده.. إلخ) رواه مسلم – كتاب الفضائل
خلق الرسول مع ربه
خلق النبي (صلى الله عليه وسلم) في جانب القضاء والقدرِ
----------------
كان الرَّسُولُ (صلى الله عليه وسلم)هو أعرف الخلق بربه، وبتوحيده كان في ذلك القدوة الحسنة لجميع أتباعه في إيمانه بقضاء الله وقدره، وفي جوانبها كلها، وأفعاله وأقواله (صلى الله عليه وسلم) كلها شاهدة على ما كان عليه (صلى الله عليه وسلم)من حسن الأدب مع ربه - عَزَّ وجَلَّ-. ومن أدبه مع ربه أنه وضح هذا الجانب لصحابته -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم-وشرحه أتم الشرح، فكان يعلمهم ويربيهم على عقيدة القدر؛ لأنها هي العدة التي تجعل المؤمن شجاعاً لا يخاف إلا الله، وهي التي تجعل المؤمن يلاقي المصائب والصعاب راضياً مطمئناً،
خلق الرسول مع ربه
خلق النبي (صلى الله عليه وسلم) في جانب القضاء والقدرِ
----------------
عن عبد الله بن عباس - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- قال: كنت خلف النَّبيِّ(صلى الله عليه وسلم)يوماً فقال: (يا غلام إني أعملك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك. وإن اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف) الترمذي من هذا الأدب الذي كان يتحلى به النَّبيُّ(صلى الله عليه وسلم)مع ربه وظهر في أقواله وأفعاله، فقد كان يلاقي كل ما نزل به بالتسليم والرضى إيماناً وتصديقاً بقضاء وقدره، لما توفي عمه أبو طالب وزوجته خديجة بنت خويلد، هذان النصيران له في تبليغ هذه الدعوة، فقد عاوناه وناصراه ولم تنل قريش من رسول الله ما نالت منه إلا بعد ما مات عمه أبو طالب ورغم كل ذلك إلا أن النَّبيّ (صلى الله عليه وسلم) قابل أمر ربه بالرِّضَى والتسليم.
خلق الرسول مع ربه
خلق النبي (صلى الله عليه وسلم) في جانب القضاء والقدرِ
----------------
قد روى الإمام أحمد، لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون، قال رسولُ اللهِ(صلى الله عليه وسلم): (استووا حتى أثني على ربي - عَزَّ وجَلَّ-)، فصاروا خلفه صفوفاً، فقال: (اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما باعدت، ولا مبعد لما قربت، اللهم: ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك. اللهم إني أسألك النعيم المقيم، الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك العون يوم العلة، والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا. اللهم حبب إلينا الإيمان وزينة في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين. اللهم توفنا مسلمين وأحيينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك، ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك. اللهم قاتل الكفرة الذين آوتوا الكتاب إله الحق). رواه البخاري
خلق الرسول مع ربه
خلق النبي (صلى الله عليه وسلم) في جانب القضاء والقدرِ
----------------
لما توفي ولده إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهراً رآه النَّبيّ (صلى الله عليه وسلم) وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، فأخذه في حجره وقال: (إن العين تدمع، والقلب يحزن، لا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) البخاري كتاب الجنائز وقد نهى الرسول (صلى الله عليه وسلم)الصحابة من الخوض في القدر بالباطل وبلا علم ولا دليل، روى أبو هريرة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن نتنازع في القدر، فغضب واحمر وجهه حتى كأنما فقئ في وجنتيه الرمان، فقال: (أبهذا أمرتم أم بهذا أرسلت إليكم؟ إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر، عزمت عليكم ألا تتنازعوا فيه). روى الترمذي
خلق الرسول مع الناس
كرمه -صلى الله عليه وسلم-
----------------
إن كرمه - صلى الله عليه وسلم- كان مضرب الأمثال، وقد كان - صلى الله عليه وسلم- لا يرد سائلاً وهو واجد ما يعطيه، فقد سأله رجل حلةً كان يلبسها، فدخل بيته فخلعها ثم خرج بها في يده وأعطاه إياها. وفي صحيح البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-قال: ما سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً على الإسلام إلا أعطاه، سأله رجل فأعطاه غنماً بين جبلين فأتى الرجل قومه، فقال لهم: (يا قوم أسلموا فإن محمداً يُعطي عطاء من لا يخشى الفاقة) مسلم كتاب الفضائل
خلق الرسول مع الناس
كرمه -صلى الله عليه وسلم-
----------------
كان الرجل ليجيء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما يريد إلا الدنيا فما يمسي حتى يكون دينه أحب إليه وأعز من الدنيا وما فيها، أخرج البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، وقد سئل عن جود الرسول وكرمه، فقال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حين يلقاه جبريل بالوحي فيدارسه القرآن، فرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة). البخاري - الفتح- كتاب المناقب،
خلق الرسول مع الناس
حلمه - صلى الله عليه وسلم -
----------------
كان صلى الله عليه وسلم-يقسم الغنائم فقال له: ذو الخويصرة اعدل يا محمد فإن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله!! فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم-: (ويلك فمن يعدل إن لم أعدل) صحيح مسلم، كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم وعن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أدركه أعرابي فأخذ بردائه فجبذه جبذة شديدة حتى نظر إلى صفحة عنق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وقد أثرت فيه حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فضحك وأمر له بعطاء. البخاري الفتح،
خلق الرسول مع الناس
حلمه - صلى الله عليه وسلم -
----------------
جاءه زيد بن سعنة أحد أحبار اليهود بالمدينة، جاء يتقاضاه ديناً له على النبي - صلى الله عليه وسلم- فجذب ثوبه عن منكبه وأخذ بمجامع ثيابه وقال مغلظاً القول: (إنكم يا بني عبد المطلب مُطلٌ) فانتهره عمر وشدد له في القول، والنبي - صلى الله عليه وسلم- يبتسم، وقال - صلى الله عليه وسلم-: (أنا وهو كنا إلى غير هذا أحوج منك يا عمر، تأمرني بحسن القضاء وتأمره بحسن التقاضي)، ثم قال: (لقد بقي من أجله ثلاث)، وأمر عمر أن يقضيه ماله، ويزيده عشرين صاعاً لما روّعه، فكان هذا سبب إسلامه فأسلم، وكان قبل ذلك يقول: ما بقي من علامات النبوة إلا عرفته في محمد - صلى الله عليه وسلم- إلا اثنتين لم أخبرهما، يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شد الجهل إلا حلماً، فاختبره بهذه الحادثة فوجده كما وصف. رواه أبو نعيم في دلائل النبوة
خلق الرسول مع الناس
عفوه - صلى الله عليه وسلم-
----------------
العفو: هو ترك المؤاخذة عند القدرة على الأخذ من المسيء المبطل، وهو من خلال الكمال، وصفات الجمال الخلقي. قالت عائشة-رضي الله عنها-: ما خُيِّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لنفسه إلا أن تُنتهك حرمة الله تعالى فينتقم لله بها. البخاري - الفتح- كتاب المناقب باب صفة النبي -صلى الله عليه وسلم وعن جابر بن عبد الله قال: قاتل رسول الله محارب بن خصفة، قال: فرأوا من المسلمين غرّه فجاء رجل حتى قام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالسيف فقال: من يمنعك مني، قال: (الله)، فسقط السيف من يده فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- السيف فقال: (من يمنعك مني؟) قال: (كن خير آخذ قدر)، قال: (أتشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله)، قال: (لا، غير أني لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك). فخلى سبيله. فجاء أصحابه فقال: (جئتكم من عند خير الناس). البخاري
خلق الرسول مع الناس
عفوه - صلى الله عليه وسلم-
----------------
عن أسامة بن زيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ركب على حمار، فقال: (أي سعد ألم تسمع ما قال أبو الحباب) يريد عبد الله بن أبيّ قال: كذا وكذا، فقال سعد بن عبادة: اعف عنه واصفح، فعفا عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. (البخاري، الفتح، كتاب تفسير القرآن وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه-: أن يهودية أتت النبي - صلى الله عليه وسلم- بشاة مسمومة ليأكل منها فجيء بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فسألها عن ذلك، فقالت: (أردت قتلك)، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (ما كان الله ليسلطك على ذلك)، أو قال: (على كل مسلم)، قالوا: أفلا نقتلها؟ قال: لا. صحيح مسلم
خلق الرسول مع الناس
شجاعته - صلى الله عليه وسلم
----------------
شهادة الشجعان الأبطال له بذلك، فقد قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه-، وكان من أبطال الرجال وشجعانهم، قال: " كنا إذا حمي البأس واحمرت الحدق نتقي برسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه ". رواه أحمد في مسنده وعن البراء قال: " كنا والله إذا احمر البأس نتقي به – يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن الشجاع منا الذي يحاذى به ". مسلم كتاب الجهاد والسير
خلق الرسول مع الناس
شجاعته - صلى الله عليه وسلم
----------------
عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من أجمل الناس وأجود الناس وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة مرة فركب فرساً لأبي طلحة عرياناً، ثم رجع وهو يقول: (لن تراعوا لن تراعوا) ثم قال: (إنا وجدناه بحراً) البخاري- الفتح، كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل(10/470)، ومسلم كتاب الفضائل، باب في شجاعة النبي وعن البراء: قال لما غشيه المشركون نزل فجعل يقول: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب)، فما رُؤي في الناس يومئذ أحد كان أشد من النبي - صلى الله عليه وسلم-. البخاري-الفتح،
خلق الرسول مع الناس
تبسم الرسول (صلى الله عليه وسلم)
----------------
حدث النعمان بن بشير -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- قال: استأذن أبوبكر على النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)فسمع صوت عائشة عالياً على رسول الله(صلى الله عليه وسلم)فلما دخل تناولها ليلطمها، وقال: ألا أراكِ ترفعين صوتك على رسول الله، فجعل النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)يحجزه. وخرج أبو بكر مغضباً، فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم)حين خرج أبوبكر: (كيف رأيتني أنقذتك من الرجل؟).فمكث أبو بكر أياماً ثم استأذن على رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فوجدهما قد اصطلحا فقال لهما: أدخلاني في سلمكما،كما أدخلتماني في حربكما، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (قد فعلنا قد فعلنا). سنن أبي داود، كتاب الأدب، وحدث أنس بن مالك-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-أن النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)قال له: (يا ذا الأذنين) سنن الترمذي، كتاب البر والصلة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
خلق الرسول مع الناس
تبسم الرسول (صلى الله عليه وسلم)
----------------
حدَّث أنس بن مالك -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فقال: إن رجلاً أتى النَّبيّ (صلى الله عليه وسلم)فاستحمله، أي طلب منه أن يحمله على بعير ونحوه، فقال له(صلى الله عليه وسلم): (إنا حاملوك على ولد الناقة). فقال الرجل: يا رسول الله ما أصنع بولد الناقة؟ فقال رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: (هل تلد الإبل إلا النوق؟) فكان قوله هذا مداعبة للرجل ومزحاً معه وهو حق لا باطل فيه. سنن الترمذي، كتاب البر والصلة عن رسول الله(صلى الله عليه وسلم)،
خلق الرسول مع الناس
تبسم الرسول (صلى الله عليه وسلم)
----------------
حدث أنس بن مالك فقال: كان رجل من أهل البادية يقال له زاهر، وكان يهدي للنبي(صلى الله عليه وسلم) الهدية من البادية فيجهزه النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم) إذا أراد أن يخرج فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فيه يوماً: (إن زاهراً باديتنا ونحن حاضروه)، وكان رسول الله(صلى الله عليه وسلم)يحبه وكان هو رجلاً دميماً فأتاه النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه ولا يبصره الرجل، فقال: أرسلني، من هذا؟ فالتفت فعرف النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بعد النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)، وجعل رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-يقول: (من يشتري مني هذا العبد؟) فقال لرسول(صلى الله عليه وسلم): (إذن والله تجدني كاسداً)، فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): (لكن عند الله لست بكاسد، أنت عند الله غال) مسند أحمد
خلق الرسول مع الناس
تبسم الرسول (صلى الله عليه وسلم)
----------------
ما جاء في ضحك رسولِ اللهِ(صلى الله عليه وسلم): عن جابر بن سَمُرة-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: (كان في ساقِ رسولِ اللهِ(صلى الله عليه وسلم) حُموشةٌ، وكان لا يضحكُ إلا تبسماً، فكنتُ إذا نظرتُ إليه،قلت: أكحُل العينينِ،وليس بأكحل). سنن الترمذي، كتاب المناقب وعن عبد الله بن الحارث بن جَزْءٍ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-أنه قال: (ما رأيت أحداً أكثرَ تبسماً من رسول الله (صلى الله عليه وسلم). سنن الترمذي، كتاب مناقب الرسول
خلق الرسول مع الناس
تبسم الرسول (صلى الله عليه وسلم)
----------------
عن أبي ذر-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-قال: قال رسولُ اللهِ(صلى الله عليه وسلم): (إني لأعلم أوَّل رجلٍ يدخل الجنة، وآخر رجلٍ يخرجُ من النار: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغارَ ذنوبه، ويُخبأُ عنه كبارها. فيقال له: عملت يوم كذا، وكذا وكذا، وهو مُقرٌ لا يُنكر، وهو مشفق من كبارها، فيقال: أعطوه مكان كل سيئة حسنةً. فيقول: إن لي ذنوباً لا أراها ههنا!).ذكره الأصبهاني في المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم، قال أبو ذر: (فلقد رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ضحك حتى بدت نواجذه).
خلق الرسول مع الناس
تبسم الرسول (صلى الله عليه وسلم)
----------------
ما جاء في صفة مِزاح رسول الله (صلى الله عليه وسلم): عن أنس بن مالك -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: أن النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)قال له: (يا ذا الأُذنين). قال أبو أسامة: يعني يمازحه. سنن الترمذي، كتاب البر والصلة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)