كيف الوصول إلي محبة رسول الله
الصلاة والسلام عليه: يقول عنها ابن القيم: "إنها سبب لدوام محبة النبي صلي الله عليه وسلم وزيادتها وتضاعفها ، وذالك عقد من عقود الإيمان الذي لايتم إلا به، لان العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه ، تضاعف حبه له ، وتزايد شوقه إليه ، واستولي علي جميع قلبه ، وإذا اعرض عن ذكره وإحضاره وإحضار محاسنه بقلبه نقص حبه من قلبه . ولا شيء أقر لعين العبد المحب من رؤية محبوبه ، ولا أقر لقلبه من ذكره وإحضار محاسنه، فإذا جري هذا في قلبه جري لسانه بمدحه والثناء عليه وذكر محاسنه ، وتكون زيادة ذالك ونقصانه بحسب زيادة الإيمان ونقصانه في قلبه
إتباع سنته: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ". ولذالك قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: " ولست تاركا شيئا كان رسول الله يعمل به إلا عملت به، إني اخشي إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ ".
أين إيثارك له ؟! قال الإمام ابن تيمية : فمن حقه صلي الله عليه وسلم إن يؤثره العطشان بالماء ، والجائع بالطعام وانه يجب إن يوقي النفس والأموال كما قال تعالي "ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب إن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ". فاعلم إن رغبة الإنسان بنفسه إن يصيبه ما أصاب النبي صلي الله عليه وسلم من المشقة حرام، وكذالك من يصون نفسه عن جهاد وعمل وبذل، فهو مفضل نفسه علي نفسه الكريمة صلي الله عليه وسلم.
متابعة أخبار المحبين: يقول عنه مولاه نافع: لو نظرت إلى ابن عمر إذا اتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في كل مكان صلى فيه، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة، فيصب في أصلها الماء لئلا تيبس
اسمع إلى حب عمرو بن العاص رضي الله عنه: ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا أجل في عيني منه، و ما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، حتى لو قيل لي : صفه ما استطعت أن أصفه!!
و اسمع إلى حب علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين سئل: كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟!فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلينا من أموالنا و أولادنا و إبائنا و أمهاتنا و أحب إلينا من الماء البارد على الضمأ.
اسمع إلى حب زيد بن الدثنة رضي الله عنه: و كان أهل مكة قد أخرجوه من الحرم ليقتلوه، قال له أبو سفيان ( وهو يومئذ مشرك) : أنشدك بالله يا زيد.. أتحب أن محمدا الآن عندنا مكانك نضرب عنقه و أنت في اهلك؟ فقال زيد: و الله ما أحب أن محمدا في مكانه الذي هو فيه مقيم تصيبه الشوكة، و إني جالس في أهلي. فقال أبو سفيان: ما رأيت أحدا من الناس يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا.
و اسمع إلى شدة شوق ربيعة بن كعب الاسلمي إلى رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم أطاقته فراقه ، ففي الوقت الذي كان الناس يسالون النبي صلى الله عليه وسلم الشاء البعير قال ربيعة : أسالك مرافقتك في الجنة، فطالبه النبي صلى الله عليه وسلم بالثمن مقدما: " فأعني على نفسك بكثرة السجود".