معجم صفات الله عز وجل
فائدة
الإحسان: وهي صفة من صفات الفعل وهي ثابتة بالكتاب والسنة قال تعالى:{ الذي أحسن كل شيء خلقه }(السجدة:7) وقال أيضاً:{وصوركم فأحسن صوركم }(غافر:64) وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إذا حكمتم؛ فاعدلوا، وإذا قتلتم؛ فأحسنوا؛ فإن الله مُحْسِنٌ يحب الإحسان) رواه الطبراني. ومعنى الإحسان التفضل والاتقان، وهذان المعنيان لله الغاية منهما فالله هو المتفضل حقا فهو الذي خلق ورزق وأعطى، وهو الذي يجزي المحسنين بأفضل مما قدموا وأعطوا، فهو يجزي على الحسنة بعشر أمثالها، ولا يجزي على السيئة إلا بمثلها، والله هو المتقن صدقاً فلا يعمل عملاً إلا كان في غاية الإتقان والإحكام، فانظر إلى خلق الإنسان والحيوان والسموات والأرض تجد إتقان خلقها جلياً وواضحاً، ويدل دلالة واضحة على عظمة الخالق وحكمته وإتقانه.
فائدة
الإحياء: وهي صفة فعل مأخوذة من قوله تعالى: { وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور }(الحج:66) ومن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في دعائه عند استيقاظه من النوم: (الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور). رواه البخاري وفي معناه يقول الإمام البيهقي في (الاعتقاد)(ص 62): " المحيي: هو الذي يحيي النطفة الميتة، فيخرج منها النسمة الحية، ويحي الأجسام البالية بإعادة الأرواح إليها عند البعث، ويحيي القلوب بنور المعرفة، ويحيي الأرض بعد موتها؛ بإنزال الغيث، وإنبات الرزق ".
فائدة
الإرادة: وهي صفة ذات دليلها قوله تعالى:{ إن الله يحكم ما يريد }(المائدة:1) وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أراد الله بقوم عذاباً؛ أصاب العذاب من كان فيهم ثم بُعثوا على أعمالهم) رواه مسلم. ومعنى صفة الإرادة إثبات القصد لله في كل ما يفعله، ففعله سبحانه صادر عن إرادته، وإرادته نافذة في كل خلقه، فما أراد الله شيئا إلا قال له كن فكان { بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون }(البقرة: 117).
فائدة
الاستواء على العرش، وهو صفة فعلية خبرية، ثابتة لله تعالى بدليل الكتاب والسنة، قال تعالى: { الرحمن على العرش استوى }(طه:5)،وقال تعالى:{ ثم استوى على العرش }(الأعراف:54) وقال - صلى الله عليه وسلم - (إن الله خلق السماوات والأرضين وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش..) رواه النسائي في (التفسير) ومعنى الاستواء علو الله على خلقه وارتفاعه على عرشه من غير تكييف ولا تمثيل
فائدة
الانتقام: وهي صفة من صفات فعله تعالى بالكافرين والمعتدين والمتجبرين،قال تعالى: { إنا من المجرمين منتقمون }(السجدة:22) والانتقام صفة من تجليات العدل الإلهي الذي يجري على المجرمين إما في الدنيا أو في الآخرة على حسب مقتضى حكمته سبحانه، قال تعالى: { ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار }(إبراهيم:42).
فائدة
الإبداع وهي صفة فعل مأخوذة من قوله تعالى: { بديع السموات والأرض }(البقرة: 117)، ومن قوله في الحديث: (اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك، لا شريك لك، المـنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام) رواه الترمذي وأبو داود وغيرهما، ومعنى صفة الإبداع أي الخلق والاختراع على غير مثال سابق مع كون خلقه غاية ما يكون من الحسن والخلق البديع، والنظام العجيب المحكم.
فائدة
البركة: وهي صفة لله ثابتة بالكتاب والسنة قال تعالى: { رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت }(هود:73)، وقال تعالى:{ تبارك الذي بيده الملك }(الملك: 1) وفي مخاطبة أيوب - عليه السلام – ربه بقوله: (لا غنى بي عن بركتك) رواه البخاري. ومعنى صفة البركة كثرة خيره، وعظيم منه، وواسع عطاءه، فهو يغدق على عباده أنواع الخيرات والمنافع من غير فائدة تعود إليه منهم.
فائدة
البصر: صفة لله مأخوذة من اسم الله " البصير " الوارد في آيات وأحاديث كثيرة منها قوله تعالى:{ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }(الشورى:11) ومن الأحاديث قوله - عليه الصلاة والسلام -: (يا أيها الناس! أربعــوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، ولكن تدعون سميعاً بَصيراً) رواه البخاري ومعنى صفة البصر أن الله يرى كل مرئي مهما عظم أو دق فلا يحتجب عنه شيء.
فائدة
التقديم والتأخير: وهما صفتان لله مأخوذتان من قوله - صلى الله عليه وسلم - في دعائه: (اللهم اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير) رواه البخاري ومسلم ومعنى هاتين الصفتين أن الله هو الذي ينزل الأشياء منازلها، فيقدم ما يشاء فضلاً ويؤخر ما يشاء عدلا، ويرفع من يشاء، ويذل من يشاء، لا مقدم لما أخر، ولا مؤخر لما قدم.
فائدة
الجلال: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى:{ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }(الرحمن:27)، ومأخوذة أيضاً من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يقول - أي الله -: وعزَّتي وجلالي وكبريائي وعظمتي؛ لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله) رواه البخاري ومعنى هذه الصفة أن الله متصف بالغاية من عظم القدر والرفعة والشرف والسؤدد.
فائدة
الجمال: صفة لله مأخوذة من اسمه الجميل، الوارد في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله جميل يحب الجمال) رواه مسلم ومعنى هذه الصفة أن الله له الحسن المطلق والجمال المتفرد الذي لا يشبهه أحد فيه، ويكفي لبيان جمال الله أن أهل الجنة مع ما هم فيه من النعيم المقيم، وأفانين اللذات والسرور التي لا يُقدر قدرها، إذا رأوا ربهم، وتمتعوا بالنظر إلى وجهه الكريم؛ نسوا كل ما هم فيه، واضمحل عندهم هذا النعيم، وودوا لو تدوم لهم هذه الحال، ولم يكن شيء أحب إليهم من الاستغراق في شهود هذا الجمال، واكتسبوا من جماله ونوره سبحانه جمالاً إلى جمالهم، وبقوا في شوق دائم إلى رؤيته، حتى إنهم يفرحون بيوم رؤية الله فرحاً تكاد تطير له القلوب.
فائدة
الحُكم: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى: { أفغير الله أبتغي حكماً }(الأنعام: 114) ومن قوله تعالى:{ فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين }(الأعراف:87) وفي حديث هانئ بن يزيد - رضي الله عنه -؛ أنه لما وفد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع قومه؛ سمعهم يكنونه بأبي الحكم، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (إنَّ الله هو الحَكَم، وإليه الحُكم) رواه أبو داود والنسائي. ومعنى هذه الصفة أن الله هو المشرّع المبين لأحكام الحلال والحرام، وأن الناس إنما تصدر عن تشريعه وحكمه، فلا يُحلل إلا ما حلله الله، ولا يُحرّم إلا ما حرمه الله.
فائدة
الحب: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى: { وأحسنوا إن الله يحب المحسنين }(البقرة: 195) وقوله:{ فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه }(المائدة:54) وفي الحديث قال - صلى الله عليه وسلم يوم خيبر -: (.. لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يُحـبُّ اللهَ ورسولهَ، ويحبُّه اللهُ ورسولـهُ) رواه البخـاري، ومسلم. ومعنى هذه الصفة أن الله يود أولياءه، ويلطف بهم،ويحسن إليهم، ويتفضل عليهم بأنواع اللطائف والمنن.
فائدة
الحكمة: صفة لله مأخوذة من اسمه الحكيم، قال الله عز وجل: { والله عليم حكيم }(النساء: 26) وفي الحديث عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: جاء إلى رسول الله أعرابي فقال: علمني كلاما أقوله: قال: (قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم..) رواه مسلم ومعنى الحكمة: يشمل القوة والمنع والعلم والإتقان وكلها في حق الله ثابتة، فالله هو القادر القوي المانع، وهو العالم حقاً الذي وسع كل شيء علماً، وهو الذي وضع كل شيء موضعه، وهو الذي خلق الخلق فأحسن خلقه وأتقنه.
فائدة
الحَنَانُ: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى معدداً فضائله على نبيه يحيى – عليه السلام -:{ وحناناً من لدنا وزكاةً وكان تقياً }(مريم:13) وفي الحديث عندما ذكر النبي مواقف القيامة فذكر الصراط وشفاعة الأنبياء ثم قال: (ثم يتحنَّن الله برحمته على مَن فيها، فما يترك فيها عبداً في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا أخرجه منها) رواه أحمد، ومعنى هذه الصفة أن الله متصف بالرحمة والعطف والشفقة على المؤمنين.
فائدة
الحياء: صفة لله دل عليها الكتاب والسنة قال تعالى: { والله لا يستحيي من الحق }(الأحزاب: 53)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ ربكم حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أنَّ يردهما صفراً خائبتين) رواه الترمذي وآثار هذه الصفة تتمثل في إجابة دعاء المحتاجين، وقبول توبة التائبين مهما ارتكبوا من ذنوب ومعاص.
فائدة
الحياة: صفة ثابتة لله مأخوذة من اسمه الحي، قال تعالى: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم }(البقرة: 255) وفي الحديث عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول في دعائه: (اللهم لك أسلمت، وبك آمنت.. أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون) رواه مسلم ومعنى هذه الصفة أن الله موصوف بالحياة الكاملة التي لا نقص فيها، ولم يسبقها عدم، ولا يلحقها فناء.
فائدة
الخِبْرة: صفة لله مأخوذة من اسم الله الخبير، قال تعالى:{ وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير }(الأنعام:118) وفي حديث عائشة رضي الله عنها؛ أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم – سألها عن سبب تتبعها له عندما خرج لزيارة المقابر في البقيع؟ فقالت: لا شيء. قال: (لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير) رواه مسلم. ومعنى هذه الصفة أن الله هو العالم بكنه الأشياء وحقائقها، والفرق بين الخبرة والعلم أن العلم قد يطلق على العلم بالظاهر والباطن في حين أن الخبرة لا تطلق إلا على العلم بالباطن.
فائدة
الديَّان: صفة لله وردت في حديث عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه - قال:سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ينادي الله العباد.. أنا الملك، أنا الدَيَّان) رواه أحمد. ومعنى هذه الصفة أن الله هو الذي يحاسب العباد على أعمالهم، فيجزي المحسنين إحساناً، والمسيئين ما يستحقونه من عقاب جزاء ذنوبهم.
فائدة
التجلي: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى: { فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا }(الأعراف: 341) وقال تعالى:{ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة }(القيامة: 22 – 23) وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن أناساً في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم – قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم: (نعم) رواه البخاري ومسلم ومعنى هذه الصفة أن الله يظهر نفسه لأوليائه في الآخرة فيرونه في أرض المحشر، وفي الجنة، فتكون رؤيتهم له أفضل ما أعطوا على الإطلاق.
فائدة
الربوبية: صفة ثابتة لله مأخوذة من اسمه (الرب) قال تعالى: { الحمد لله رب العالمين }(الفاتحة:1) وفي حديث العباس بن عبد المطلب، - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم – نبياً) رواه مسلم. ومعنى صفة الربوبية أن الله مالك الخلق ومنشؤهم، وصاحب الأمر فيهم، وهو مصلح أمورهم والقائم على أرزاقهم.
فائدة
الرحمة: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى:{ ولولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين }(البقرة: 64) وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لما خلق الله الخلق، كتب في كتاب، فهو عنده فوق العرش: إنَّ رحمتي تغلب غضبي) رواه البخاري ومسلم، ومعنى هذه الصفة أن الله يعطف على عباده ويرفق بهم.
فائدة
الرضا: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى:{ رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم }(المائدة:119) وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول في دعائه: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك) رواه مسلم. ومعنى هذه الصفة أن الله يقبل المؤمنين، ويُسَرُّ بهم وبأعمالهم، ويجازيهم بأحسن ما كانوا يعملون.
فائدة
السِّتر: صفة ثابتة لله بالسنة الصحيحة فعن يعلى بن أمية - رضي الله عنـه – عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (إن الله عَزَّ وجَلَّ حليـم، حيي، سِتِّير، يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم؛فليستتر) رواه أبو داود، والنسائي، وأحمد وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (لا يستر الله على عبد في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة). رواه مسلم. ومعنى هذه الصفة أن الله يستر عباده فلا يفضحهم بما ارتكبوا من معاص وسيئات، وستره – سبحانه - على لا يقتصر على الدنيا، بل من ستره في الدنيا ستره في الآخرة وغفر ذنوبه.
فائدة
سرعة الحساب: صفة ثابتة لله مأخوذة من اسمه " سريع الحساب " قال تعالى:{ والله سريع الحساب }(البقرة: 202) وقوله:{ فإن الله سريع الحساب }(آل عمران:19) وقال – صلى الله عليه وسلم – في دعائه على الكفار في غزوة الأحزاب: (اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم) متفق عليه. وهذه الصفة تتضمن معنيين: الأول سرعة الإحصاء فهو سبحانه يحصي أعمال عباده بغير تكلف ولا مشقة بخلاف ما عليه أمر الخلق إذ لا يستطيعون ذلك إلا بجهد وإعمال فكر، والثاني: المجازاة، فهو سبحانه يجزي كل ذي عمل بما يستحق، لا يتأخر في ذلك، ولا يشغله حساب أحد عن حساب غيره.
فائدة
الشفاء: صفة لله ثابتة بالكتاب والسنة، قال تعالى:{ وإذا مرضت فهو يشفين }(الشعراء: 80) وعن أبي هريرة وعائشة - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يعالج أصحابه بهذا الدعاء: (اللهم رب الناس! اذهب البأس، واشف أنت الشَّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً) رواه البخاري ومسلم ومعنى هذه الصفة: أن الله هو الطبيب حقاً، والمعالج صدقاً، وما يفعله الناس إنما هي أسباب يتعاطونها، لكن الله هو الفاعل الحقيقي الذي يبرئ الأسقام، ويزيل الأوجاع.
فائدة
الشدِّة: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى: { وهو شديد المحال }(الرعد: 13) وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه: (اللهم اشْدُدْ وطأتك على مضر) رواه البخاري ومسلم ومعنى هذه الصفة: أن الله متصف بالقوة، فهو – سبحانه – إذا أخذ الظالم بظلمه أخذه بقوة، وإذا عاقب الكفار عاقبهم بقوة كما قال سبحانه: { ولئن كفرتم إن عذابي لشديد }(إبراهيم: 7).
فائدة
الشهيد: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى: { والله شهيد على ما تعملون }(آل عمران: 98) وقال تعالى:{ إن الله كان على كل شيء شهيداً }(النساء: 33) وفي قصة الرجل من بني إسرائيل الذي اقترض ألف دينار فطلب منه مقرضه أن يأتي بشهداء فقال: (كفى بالله شهيداً) والقصة أخرجها البخاري في صحيحه. ومعنى هذه الصفة: أن الله مطلع على كل شيء، لا تخفى عليه خافية، يسمع كل الأصوات، ويرى كل المدركات، ويعلم كل شيء فلا يغيب عنه شيء.
فائدة
الضحك:صفة لله ثابتة بالسنة المطهرة فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة) رواه البخاري ومسلم وهذه الصفة: مما استأثر الله بعلم حقيقتها، ويكفينا في معرفتها أن نقول كما قال الأعرابي:لن نعدم خيراً من رب يضحك.
فائدة
العزة: صفة لله مأخوذة من اسمه العزيز، قال تعالى:{ إنك أنت العزيز الحكيم }(البقرة: 129) وقال تعالى:{ وتعز من تشاء وتذل من تشاء }(آل عمران: 26) وعن ابن عباس - رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله بقوله: (اللهم أعوذ بعِزَّتك)رواه مسلم ومعنى هذه الصفة: أن الله عز وجل منيع لا يُغْلَبُ، قويٌ لا يُقْهَرُ.
فائدة
العطاء والمنع:صفتان ثابتتان لله في الكتاب والسنة، قال تعالى:{ إنا أعطيناك الكوثر }(الكوثر:1) وقال تعالى:{ قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى }(طه: 50) وعن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند الانتهاء من صلاته: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد » رواه البخاري ومسلم ومعنى هاتين الصفتين: أن الله هو المتفضل بالعطاء، فهو يعطي المواهب والنعم لمن يشاء من عباده بغير حساب، وهو الذي يمنع من عطائه من شاء من عباده، فهو يملك المنع والعطاء، وليس منعه بخلا منه، لكن منعه حكمة، وعطاؤه جود ورحمة.
فائدة
العظمة: صفة ثابتة لله مأخوذة من اسمه العظيم، قال تعالى: { وهو العلي العظيم }(البقرة: 255) وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرضين، ورب العرش الكريم) متفق عليه. ومعنى هذه الصفة: أن الله له كل معاني الشرف والرفعة فإن عظيم القوم مالكهم وصاحب الأمر فيهم.
فائدة
العلو: صفة لله ثابتة بالكتاب والسنة، قال تعالى: { وهو العلي العظيم }(البقرة: 255) وقال تعالى:{ سبح اسم ربك الأعلى }(الأعلى: 1) وعن عبد الرحمن بن قرط أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - ليلة أسري به - سمع تسبيحاً في السماوات العلى: (سبحان العلي الأعلى) رواه الطبراني البيهقي ومعنى هذه الصفة أن الله متصف بالعلو المطلق في ذاته وصفاته وأفعاله فذاته أعلى الذوات فالله فوق العالم ولا شيء فوقه، وصفاته وأفعاله أعلى الصفات والأفعال وأرفعها جمالا وحسنا وكمالاً.
فائدة
الغضب: صفة لله ثابتة في الكتاب والسنة، قال تعالى: { وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق }(البقرة:61)، وقال تعالى: { ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً }(النساء: 93) وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يوشك إن طالت بك مدة أن ترى قوماً في أيديهم مثل أذناب البقر يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله) رواه مسلم ومعنى غضب الله سخطه على من خالف أمره
فائدة
الغَلَبة: صفة لله ثابتة في الكتاب والسنة قال تعالى:{ والله غالب على أمره }(يوسف: 21) وقال تعالى: { كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز }(المجادلة: 21) وعن أبي هريرة - رضي الله عنــه -؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: (لا إله إلا الله وحده، أعَزَّ جنده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده) رواه البخاري. ومعنى هذه الصفة أن الله قوي لا يهزم، منصور لا يغلب، فلا يحاربه أحد إلا هزمه وغلبه.
فائدة
القدرة: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة، قال تعالى: { إن الله على كل شيء قدير }(البقرة: 20) وعن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يقول: (أعوذ بعِزَّة الله وقدرته من شر ما أجدُ وأحاذِر) رواه مسلم ومعنى هذه الصفة: أن الله له القدرة المطلقة والإرادة النافذة { وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون }(البقرة: 117).
فائدة
الكفاية: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { أليس الله بكاف عبده }(الزمر: 36) وعن أنس - رضي الله عنه – أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه؛ قال: (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا؛ فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي) رواه مسلم. ومعنى هذه الصفة: أن الله هو الذي يكفي عباده جميع ما يحتاجون ويضطرون إليه.
فائدة
الكرم: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم }(الانفطار: 6) وعن سهل بن سعد الساعدي، - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله عز اسمه كريم يحب مكارم الأخلاق ويبغض سفسافها) رواه الحاكم والبيهقي ومعنى هذه الصفة: أن الله كثير الخير، جواد معط، لا ينفد عطاؤه، ولا ينقطع جوده.
فائدة
الكلام: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة، قال تعالى: { وكلم الله موسى تكليماً } (النساء: 164) وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك، فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا) رواه البخاري ومسلم. ومعنى هذه الصفة أن الله يتكلم متى شاء وكيف شاء وبما شاء وكلامه حرف وصوت.
فائدة
الإحاطة: صفة ثابتة لله في الكتاب قال تعالى:{ والله محيط بالكافرين }(البقرة: 19) وقال تعالى:{ وكان الله بما يعملون محيطا }(النساء: 108) ومعنى هذه الصفة أن الله عز وجل قوي لا يُغلب، قادر لا يُهزَم، لا تخفى عليه خافية ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، أحاطت قدرته بجميع المقدورات، وأحاط علمه بجميع المعلومات.
فائدة
الإحياء والإماتة: صفتان ثابتان لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون }(البقرة: 28) وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي) رواه البخاري ومسلم ومعنى هاتين الصفتين أن شأن الحياة والموت مما اختص الله به، فلا يهب الحياة إلا هو، ولا ينتزعها إلا هو.
فائدة
الإعانة: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى:{ إياك نعبد وإياك نستعين }(الفاتحة: 5) وقال تعالى:{ والله المستعان على ما تصفون }(يوسف: 18) وعن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – قال: أخذ بيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (إني لأحبك يا معاذ، فقلت: وأنا أحبك يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فلا تدع أن تقول في كل صلاة: رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) رواه النسائي وأبو داود. ومعنى هذه الصفة أن الله هو المعين عباده على القيام بشؤونهم، فيمنحهم القوة لأداء أعمالهم، ويزيل من طريقهم ما يعوقها ويحول دون تحقيقها
فائدة
المنُّ: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا }(آل عمران: 164) وقال تعالى: { ولكن الله يمن على من يشاء من عباده }(إبراهيم: 11) وعن أنس - رضي الله عنه - قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد ورجل قد صلى وهو يدعو ويقول في دعائه: (اللهم لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - تدرون بم دعا الله؟ دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى) رواه الترمذي والنسائي. ومعنى هذه الصفة أن الله هو صاحب المواهب العظيمة، والعطايا الجزيلة، وعطاياه لا تنقص من ملكه، ولا تزيده إلا كرماً، ويعطيها بسبب ودون سبب { والله يرزق من يشاء بغير حساب }(البقرة: 212).
فائدة
النصر: صفة ثابتة في الكتاب والسنة قال تعالى: { وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم }(آل عمران: 126) وقال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم }(محمد: 7) وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا قال: (اللهم أنت عضدي ونصيري بك أحول وبك أصول وبك أقاتل) رواه أبو داود. ومعنى هذه الصفة أن الله هو الميسر للغلبة والفوز، وأنه سبحانه لا يسلم أولياءه ويخذلهم إن هم بذلوا جهدهم في الأخذ بأسباب النصر المادية والمعنوية.
فائدة
الهداية: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { وكفى بربك هادياً ونصيراً }(الفرقان: 32) وعن أبي ذر - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يروي عن الله تبارك وتعالى أنه قال: (يا عبادي: إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي: كلكم ضال إلا من هديته فاستهدونى أهدكم..) رواه مسلم ومعنى هذه الصفة: أن الله هو الذي يدل البشر على سبل الهداية والرشاد فهو الذي أرسل الرسل وأنزل الكتب لتحقيق هذه الغاية، وهو الذي يوفق ويعين ويثبت من صلحت نيته واستقامت سريرته لنيل تلك الهداية.
فائدة
الولاية: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور }(البقرة: 257) وعن البراء بن عازب في قصة معركة أحد أن النبي – صلى الله عليه وسلم - أمر أصحابه أن يقولوا للمشركين: (الله مولانا ولا مولى لكم) رواه البخاري ومعنى هذه الصفة أن الله هو المتكفل بالقيام بمصالح عباده المتقين فهو الذي يهديهم ويثبتهم على الحق، وهو الذي يحفظهم وينصرهم وييسر أسباب معاشهم.