عبودية حديث النفس...
كثيرا ما يعتلج في قلب المؤمن حديث مع نفسه ورغبة في كثير من أبواب الخير
لا يتمكن من فعلها
فقلبه مشغول بأمنيات الخير وتطلعات العمل الصالح وأشواق المعروف والإحسان
يحدثها عن البر والصلة والصدقة والعبادة والعلم والتعليم
وكل هذه الأحاديث في نفسها إيمان وطاعة وقربه.
فالمؤمن بين فعل للطاعة أو تمنيها
ففي صحيح مسلم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ "
قال القرطبي في المفهم:
فِيهِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَنْ لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ عَمَلِ الْخَيْرِ فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَعْزِمَ عَلَى فِعْلِهِ إِذَا تَمَكَّنَ مِنْهُ وَأَنْ يَنْوِيَهُ، فَيَكُونُ ذَلِكَ بَدَلًا مِنْ فِعْلِهِ فِي تِلْكَ الْحَالِ. فَأَمَّا إِذَا أَخْلَى نَفْسَهُ عَنْ ذَلِكَ الْعَمَلِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا عَنْ نِيَّتِهِ ; فَذَلِكَ حَالُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَعْمَلُ الْخَيْرَ، وَلَا يَنْوِيهِ
مختارات