تأملات إيمانية في سورة يوسف
" إن أبانا لفي ضﻻل مبين "
" تالله إنك لفي ضﻻلك القديم "
أي قسوة يصنعها الحسد في القلوب.
حتى تغيب اﻹنسان عن مكامن مرضه هو وعن الشعور بآﻻم محبيه.
!
" تالله إنك لفي ضﻻلك القديم "
لم يرد رغم اﻵﻻم.
!
هكذا قسوة القلب و جحد الفضل ﻻ يؤثر في أصحاب القلوب العالمة بالله وجميل عطائه وفعاله.
وأعلم من الله ما ﻻتعلمون "
صفعة على وجه اﻵﻻم والمحن.
علمك بالله وحسن ظنك به.
!
" اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم "
نوعية من البشر تظن أن جذب القلوب واﻷنظار يكون على قتل اﻵخرين أو هدمهم وإقصائهم
قالوا تالله إنك لفي ضﻻلك القديم "
ﻻ تعبأ بتضليلهم.
لن يشم ريح يوسف.
إﻻ من ذاق قلبه طعم الفراق.
وطعم اﻷمل في الله.
!
قالوا تالله إنك لفي ضﻻلك القديم "
اﻻستخفاف بآﻻم ومشاعر اﻵخرين.
عﻻمة اﻹفﻻس من الحجة والضﻻل المبين.
!
" إني ﻷجد ريح يوسف لوﻻ أن تفندون "
تفاءل وأحسن ظنك بربك رغم اﻵﻻم والمحن.
ولو حولك من ﻻ يحسنون إﻻ لغة اليأس.
" قالوا تالله تفتؤ تذكر يوسف
حتى تكون حرضا
أو تكون من الهالكين "
قمة الخسة أن تلوم إنسانا لتوجعه بجرح أنت من تسببت به.
وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف "
لم يخل لهم وجه أبيهم.
وﻻ قلبه.
بل كان جزاؤهم التولي واﻹعراض
أبى الله أن يعامل الحاسد إﻻ بضد قصده.
!
" وقال يا أسفى على يوسف "
فقد اثنين غيره.
ولكن لم يكن فقدهما إﻻ مذكرا له للجرح القديم.
مرور الزمن على الجراح.
.
ﻻ يعني أننا ننساها
" ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة "
إشكالية الحاسد أنه أخرج الله من معادلة احتكاكه بالبشر.
.
وظن القلوب بيديه يجذبها وغيره ينفرها
" قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل "
أبى الله إﻻ فضح الحاسد
وقتله بكلماته وعيوبه التي يريد قتل اﻵخرين بها.
!
" أنتم شر مكانا "
" يخل لكم وجه أبيكم "
ولم يقولوا قلب.
ﻷن اهتمامهم ليس بقلبه إنما بوجهه ووجاهتهم عنده.
!
وغفلوا أن الوجه تابع للقلب وليس العكس.
!
" قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله "
ﻻ تجعل ﻷحد عليك سلطان بشكوى ألمك إليه.
واجعل مستقر آﻻمك وأحزانك.
في سجدة وقت السحر.
!
" وتكونوا من(بعده) قوما صالحين "
عجبا.
.
كم سبب لنا الجهل بالنعم التي بين أيدينا كفرها.
بدﻻ من القرب من أهل الصلاح أصبح البعد عنهم سببا للصلاح
" نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين "
بصمة إحسان يوسف عليه السلام تمتد في أوصال السورة.
لم يعرف نفسه بنبي.
.
ولم يخطب خطبة رنانة.
وإنما إحسانه كان مفتاح دعوته.
!
" اجعلني على خزائن اﻷرض
إني (حفيظ عليم) "
كفاءتك تؤهلك ﻻقتناص الفرص لخدمة دعوتك.
!
تغير الواقع بإثبات واقع جديد على المستوى اﻹيماني والعمراني.
!
مختارات