تأملات إيمانية في سورة يوسف
" إن أبانا لفي ضﻻل مبين "
" تالله إنك لفي ضﻻلك القديم "
أي قسوة يصنعها الحسد في القلوب..
حتى تغيب اﻹنسان عن مكامن مرضه هو وعن الشعور بآﻻم محبيه..!
" تالله إنك لفي ضﻻلك القديم "
لم يرد رغم اﻵﻻم..!
هكذا قسوة القلب و جحد الفضل ﻻ يؤثر في أصحاب القلوب العالمة بالله وجميل عطائه وفعاله.
وأعلم من الله ما ﻻتعلمون "
صفعة على وجه اﻵﻻم والمحن..
علمك بالله وحسن ظنك به..!
" اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم "
نوعية من البشر تظن أن جذب القلوب واﻷنظار يكون على قتل اﻵخرين أو هدمهم وإقصائهم
قالوا تالله إنك لفي ضﻻلك القديم "
ﻻ تعبأ بتضليلهم..
لن يشم ريح يوسف..إﻻ من ذاق قلبه طعم الفراق..وطعم اﻷمل في الله..!
قالوا تالله إنك لفي ضﻻلك القديم "
اﻻستخفاف بآﻻم ومشاعر اﻵخرين..عﻻمة اﻹفﻻس من الحجة والضﻻل المبين..!
" إني ﻷجد ريح يوسف لوﻻ أن تفندون "
تفاءل وأحسن ظنك بربك رغم اﻵﻻم والمحن..
ولو حولك من ﻻ يحسنون إﻻ لغة اليأس..
" قالوا تالله تفتؤ تذكر يوسف
حتى تكون حرضا
أو تكون من الهالكين "
قمة الخسة أن تلوم إنسانا لتوجعه بجرح أنت من تسببت به.
وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف "
لم يخل لهم وجه أبيهم..وﻻ قلبه..
بل كان جزاؤهم التولي واﻹعراض
أبى الله أن يعامل الحاسد إﻻ بضد قصده..!
" وقال يا أسفى على يوسف "
فقد اثنين غيره..ولكن لم يكن فقدهما إﻻ مذكرا له للجرح القديم..
مرور الزمن على الجراح...ﻻ يعني أننا ننساها
" ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة "
إشكالية الحاسد أنه أخرج الله من معادلة احتكاكه بالبشر...
وظن القلوب بيديه يجذبها وغيره ينفرها
" قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل "
أبى الله إﻻ فضح الحاسد
وقتله بكلماته وعيوبه التي يريد قتل اﻵخرين بها.!
" أنتم شر مكانا "
" يخل لكم وجه أبيكم "
ولم يقولوا قلب..
ﻷن اهتمامهم ليس بقلبه إنما بوجهه ووجاهتهم عنده..!
وغفلوا أن الوجه تابع للقلب وليس العكس..!
" قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله "
ﻻ تجعل ﻷحد عليك سلطان بشكوى ألمك إليه..
واجعل مستقر آﻻمك وأحزانك..
في سجدة وقت السحر..!
" وتكونوا من(بعده) قوما صالحين "
عجبا...
كم سبب لنا الجهل بالنعم التي بين أيدينا كفرها..
بدﻻ من القرب من أهل الصلاح أصبح البعد عنهم سببا للصلاح
" نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين "
بصمة إحسان يوسف عليه السلام تمتد في أوصال السورة..
لم يعرف نفسه بنبي...ولم يخطب خطبة رنانة..
وإنما إحسانه كان مفتاح دعوته..!
" اجعلني على خزائن اﻷرض
إني (حفيظ عليم) "
كفاءتك تؤهلك ﻻقتناص الفرص لخدمة دعوتك..!
تغير الواقع بإثبات واقع جديد على المستوى اﻹيماني والعمراني..!
مختارات