" مراتب اليقين "
" مراتب اليقين "
لليقين ثلاث مراتب هي:
المرتبة الأولى: علم اليقين، وهي انكشاف المعلوم للقلب، بحيث يشاهده ولا يشك فيه كانكشاف المرئي للبصر.
المرتبة الثانية: عين اليقين، أي مشاهدة المعلوم بالأبصار.
المرتبة الثالثة: حق اليقين، وهي أعلى درجات اليقين، وهي مباشرة المعلوم وإدراكه الإدراك التام.
فالأولى: كعلمك بأن في هذا الوادي ماء، والثانية: كرؤيته، والثالثة: كالشرب منه (انظر: مفتاح دار السعادة).
ومثال آخر: إيماننا الجازم بالجنة والنار هذا علم اليقين ؛ فإذا أزلفت الجنة يوم القيامة للمتقين، وشاهدها الخلائق، وبرزت الجحيم للغاوين، ورأها الخلائق، فذلك عين اليقين، فإذا أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، فذلك حينئذ حق اليقين (انظر: مدارج الساكلين، ومكاشفة القلوب).
قال تعالى في سورة التكاثر: " كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوْنَ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوْنَهَا عَيْنَ الْيَقِينِ " (التكاثر: 5-7) أي ترونها معاينة بالأبصار موقنين حقيقتها، ثم قال تعالى: " ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ " (التكاثر: 8) أي لتسألن يوم القيامة عن نعيم الدنيا من صحة الأبدان والأسماع والأبصار والمكاسب وملاذ المآكل والمشارب، وغير ذلك هل أديتم شكرها على الوجه المشروع؟ أم كفرتم بها؟ (انظر: تفسير القرآن العظيم، وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان).
ومما ينبغي أن يعلم أن اليقين يقوى ويضعف ويزداد وينقص، فهو درجات متفاوتة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " للمؤمنين العارفين بالله المحبين له من مقامات القرب ومنازل اليقين ما لا تكاد تحيط به العبارة، ولا يعرفه حق المعرفة إلا من أدركه وناله " (مجموع فتاوى شيخ الإسلام) وقال عن اليقين في موضع آخر: " له درجات متفاوتة " (الاستقامة) وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: " اليقين يضعف ويقوى " (كتاب التوحيد).
مختارات