" لقاء مع الخشبة "
" لقاء مع الخشبة "
تقدم رجل يريد من آخر قرضا- أي سلف مبلغ من المال- وقدره ثلاثة آلاف درهم، فقال المقرض: ائت بشاهد، فقال: الشاهد هو الله، قال: رضيت بالله شاهدًا، لكن ائت بكفيل، قال: الكفيل هو الله، قال الرجل: رضيت بالله كفيلا، لكن متى تردها عليَّ، قال: بعد سنة موعدك في مكان كذا، في يوم كذا، سوف أعود بها إليك بمشيئة الله، والله على ما أقول شهيد، وبعد مضى المدة، ذهب الرجل إلى المكان المحدد، في اليوم المحدد، على ساحل البحر، فلم يأت، وذهب في اليوم الثاني فلم يأت، وذهب في اليوم الثالث فلم يأت، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، وإذا بخشبة تعوم في البحر وتتجه إلى الساحل، فقال الرجل: لعلى آخذ هذه الخشبة أوقد بها، وعاد إلى بيته بعد أن يئس من دراهمه، وعند وصوله البيت كسر الخشبة، فإذا به يجد فيها شيئا غريبا لم يتوقعه !! إنها دراهمه مع ورقة مكتوب فيها: أخي لقد ذهبت إلى البحر أريد مركبا يوصلني إليك ثلاث مرات، فلم أجد فأخذت هذه الخشبة، ووضعت فيها دراهمك، وقلت اللهم إنك أنت الشاهد والكفيل، فأسألك أن توصلها إلى صاحبها.
فأوصلها الله سبحانه وتعالى، فسبحان من حفظ كل شيء، وجعله عنده بمقدار.
أخي المسلم، توكل على الله في جميع أمورك، ولا تغفل عنه ساعة فهو البر الرحيم القادر القاهر يسمع ويرى ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا﴾.
مختارات