" سادس عشر : أحب الأشياء إلي الله قطرتان وأثران "
" سادس عشر : أحب الأشياء إلي الله قطرتان وأثران "
قال صلى الله عليه وسلم : «ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين؛ قطرة من دموع في خشية الله، وقطره دم تهراق في سبيل الله، وأما الأثران: فأثر في سبيل الله، وأثر في فريضةٍ من فرائض الله» [أخرجه الترمذي] .
ليس شيء أحب إلى الله – عز وجل – من قطرة دموع تفيض من عين من شدة خوف الله وعظمته؛ فهذه العين لا تمسها النار .
بل إن صاحب هذه العين الباكية من خوف الله يظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؛ قال صلى الله عليه وسلم : «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه» [أخرجه البخاري] .
وقد مدح الله النبيين الذين أنعم الله عليهم بأنهم إذا سمعوا آيات الله سجدوا وبكوا؛ فقال تعالى : "إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا" [مريم: 58] .
وقد قرأ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – سورة مريم فسجد وقال : هذا السجود، فأين البكي ؟! يريد البكاء .
ومدح الله – عز وجل – الذين أوتوا العلم أنهم إذا تلي عليهم – كما وصفهم تعالى -: "وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا " [الإسراء: 109] .
كذلك ليس شيء أحب إلى الله – عز وجل – من أثر في فريضةٍ من فرائض الله؛ كالساعي المتعب نفسه في أداء الفرائض، والقيام بها، والكد فيها؛ مثل: تشقق الأقدام من برد ماء الوضوء، أو خلوف فمه في الصوم، أو اغبرار قدمه في الجمعة والحج .
فعن عبايه بن رفاعة قال : أدركني أبو عبس وأنا أذهب إلى الجمعة، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «من اغبرت قدماه في سبيل الله، حرمه الله على النار» [أخرجه البخاري] والمراد بقوله : «في سبيل الله» : جميع طاعاته .
مختارات
-
اسم الله الخالق 2
-
الابتلاء واثره فى تحقيق النصر
-
" الجهـاد "
-
الموعظة الحادية عشرة
-
" المتقون في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر "
-
" آداب زيارة المريض "
-
" فضول الفكر "
-
" أبيّ بن كعب - ليهنك العلم، أبا المنذر "
-
الأصل الثالث : ما لا يكون بالله لا يكون وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم
-
ترويحة على الطريق : أصناف الناس