" نهاية رجل يعمل عمل قوم لوط "
" نهاية رجل يعمل عمل قوم لوط "
قال ابن القيم: يروى أن رجلاً أحب شخصًا، فاشتد كلفه به وتمكن حبه من قلبه حتى وقع ألمًا به ولزم الفراش بسببه، وتمنع ذلك الشخص عليه، واشتد نفرةً عنه، فلم تزل الوسائط يمشون بينهما حتى وعده بأن يعوده، فأخبره بذلك الناس، ففرح واشتد فرحه وانجلى غمه، وجعل ينتظره للميعاد الذي ضرب له، فبينما هو كذلك إذ جاءه الساعي بينهما فقال: إنه وصل معي إلى بعض الطريق ورجع ورغبت إليه وكلمته.
فقال: إنه ذكرني وفرح بي، ولا أدخل مدخل الريبة، ولا أعرض نفسي لمواقع التهم، فعاودته فأبى وانصرف، فلما سمع البائس أسقط في يده وعاد إلى أشد مما كان به وبدت عليه علائم الموت فجعل يقول في تلك الحال:
اسلم يا راحة العليل ويا شفا المُدنّفِ النحيل
رضاك أشهى إلى فؤادي من رحمة الخالق الجليل
فقلت له: يا فلان اتق الله، قال: قد كان. فقمت عنه، فما جاوزت باب داره حتى سمعت صيحة الموت، فعياذًا بالله من سوء العاقبة وشؤم الخاتمة. (كتاب التذكرة ص59 وكتاب الجواب الكافي ص249).
فلعل في هذه القصة عبرة للذين يعشقون المردان ويحبونهم، والذين قد ينتحر كثير منهم بقيامه بحركات جنونية بالسيارة وهو ما يسمى بالتفحيط، فما ظهرت هذه الظاهرة إلا من أجل هذه الجريمة، فلعل من كان يفعل هذه الجريمة إذا تأمل هذه القصة أن تكون له رادعًا وزاجرًا، وما يتذكر إلا أهل القلوب الحية: " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ " [ق: 37].
مختارات