" شجاعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه "
" شجاعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه "
إذا تكلمنا عن شجاعته - رضي الله عنه - فحسبه أنه نام ليلة الهجرة في فراش النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعلم أن المشركين يريدون قتل النبي صلى الله عليه وسلم.
* وفي غزوة الخندق كان له هذا الموقف العظيم مع فارس قريش (عمرو بن عبد وُد)... قال ابن إسحاق: «كان عمرو بن عبد ود العامري وهو (كبش الكتيبة) قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراح فلم يشهد أحدًا، فلما كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مكانه، فلما وقف هو وخيله قال: من يبارز؟ فبرز إليه علي بن أبي طالب».
وعند البيهقي في «دلائل النبوة»: «خرج عمرو بن عبد ود وهو مقنع بالحديد، فنادى:من يبارز؟ فقام علي بن أبي طالب فقال: أنالها يا نبي الله، فقال: إنه عمرو، اجلس. ثم نادى عمرو:ألا رجل يبرز؟ فجعل يؤنبهم ويقول: أين جنتكم التي تزعمون أنه من قتل منكم دخلها، أفلا تبرزون إلي رجلاً؟! فقام (علي) فقال: أنا يا رسول الله، فقال: اجلس، ثم نادى الثالثة، فقام علي رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله أنا، فقال: إنه عمرو فقال: وإن كان عمرًا، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمشى إليه، فقال له: يا عمرو، إنك كنت تقول: لا يدعوني أحد إلى واحدة من ثلاث إلا قبلتها، قال له: أجل، فقال له: إني أدعوك أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتسلم لرب العالمين، فقال عمرو:يا ابن أخي، أخر عني هذه، قال علي: وأخرى: ترجع إلى بلادك، فإن يك محمد رسول الله صادقًا كنت أسعد الناس به، وإن يك كاذبًا كان الذي تريد، فقال عمرو: هذا ما لا تتحدث به نساء قريش أبدًا، كيف وقد قدرت على استيفاء ما نذرت؟! ثم قال عمرو: فالثالثة، ما هي؟ فقال: البراز. فضحك فارس قريش عمرو - وكان فارسًا- مشهورًا معمرًا قد جاوز الثمانين - ثم قال لعلي: إن هذه الخصلة ما كنت أظن أحدًا من العرب يروعني بها، ثم قال لعلي: من أنت؟ قال له: أنا علي، قال: ابن عبد مناف؟ فقال علي: أنا علي بن أبي طالب، فقال عمرو: يا ابن أخي من أعمامك من هو أسن منك؛ فوالله ما أحب أن أقتلك، فقال علي: ولكني والله أحب أن أقتلك، فعند ذلك غضب عمرو غضبًا شديدًا، ونزل فسل سيفه، كأنه شعلة نار، ثم أقبل نحو علي مغضبًا، واستقبله علي بدرقته فضربه عمرو في درقته فقدها، وأثبت السيف فيها، وأصاب رأسه فشجه، وضربه علي على حبل عاتقه فسقط، وثار العجاج، وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم التكبير، فعرف الناس أن عليًّا قد قتل عمرًا.
* وفي فتح خيبر كان له هنا الموقف مع فارس فرسان اليهود (مرحب) ».
ففي حديث سلمة بن الأكوع عند مسلم: «ثم أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي وهو أرمد، فقال: لأعطين الراية رجلا ً يحب الله ورسوله، أو يحبه الله ورسوله. قال: فأتيت عليا فجئت به أقوده وهو أرمد، حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبصق في عينيه فبرأ، وأعطاه الراية، وخرج «مرحب» فقال:
قد علمت خيبر أني مرحبُ شاكي السلاح بطلٌ مجربُ
إذا الحروب أقبلت تلهبُ
فقال علي:
أنا الذي سمتني أمي حيدره كليث غاباتٍ كريه المنظرهُ
أوفيهم الصاع كيلَ السندره
قال: فضرب رأس «مرحب» فقتله، وكان الفتح على يديه».
مختارات