من أعجب الدعاة المعاصرين
أحد المشرفين على مكتاب الجاليات ذكر هذه القصة:
مهندس الكترونيات
نقلنا كفالته على مكتب الجاليات..
لقد ازداد نشاط الرجل..
لقد ازداد خيره..
بدأ يتحمس للدين أعظم مما كان يتحمّس..
نفتخر بأنَّ هدايتنا عشر أو عشرون سنة !!..
وآخر يفتخر بأنه داعية إلى سنوات كذا !!..
وآخر إمام مسجد خدمته في المسجد ثلاثون سنة !!..
وآخر، وآخر، وآخر !..
يقول الشيخ: نقلنا كفالته على مكتب الجاليات..
لقد ازداد نشاط الرجل..
نقول إنه لا ينام الليل ؛ ولا يرتاح في النهار..
يتجوَّل على القرى والهجر..
والله لا نكلفه بذلك بل هو الذي يذهب..
لقد زوّجنا بعض الرجال المهتدين من بعض النساء المهتديات..فلله الحمد..
ذهب إلى الفلبين..
عاد إلينا وقال: لقد فتحت مدرسة إسلامية..ولله الحمد..
لقد ذهب بعض الدعاة من الدمام فرأوها ورأوا نشاطها..
رجلٌ هنا بهذه البلاد ويشرف عليها هناك..
ثم تأمل..
تأمل..
لم ندخل في العجائب في هذه القصة بعد..
ما رأينا شيء !..
ما سمعنا شيء !..
حدّثت بهذه القصة في أحد المناطق فجاءني أحد المشايخ وقال: هذا..لقد جاءنا هنا، وأحضرنا له ثلاثمئة فلبيني ألقى عليهم محاضرة مدة ساعتين..
مدة ساعتين..
ما انتهى إلا وثلاثة يدخلون في الإسلام..
ما انتهى إلا وثلاثة يدخلون في الإسلام..
ثم العجب..
ثم العجب..
ندخل في العجب في هذه القصة..
حتى ندرك الصبر على طاعة الله وعلى الدعوة إلى الله تعالى..
أصيب بمرض السرطان..
فلا إله إلا الله..
بدأ معه في أصبع من أصابع الرجل..
قرر الأطباء عندنا بالمملكة لا بدَّ من قطعه..
وافق على ذلك..
قُطع الأصبع..
تتوقعون أخذ إجازة؟!..
لا..ما أخذ إجازة..
يعمل..
وبعده فترة وجيزة انتشر مرض السرطان في رجله كلها..
قرر الأطباء عندنا بالمملكة قطع الرجل..
لقد وافق الرجُل على ذلك..
أصبح برجل ثالثة..
إنها عصا يتكأ عليها..
يسافر إلى الفلبين..
يذهب ولم تعيقه هذه الرجل عن الدعوة إلى الله..
فأين المتشاغلون بالزوجات؟!..
أين المتشاغلون بالوظائف؟!..
أين المتشاغلون بمزارع وحيوانات وأمور عن تقديم دعوة الله؟!..
يقول الشيخ: قُطعت رجله ولم يتغير نشاطه..
لم يتغير نشاطه بل يسافر إلى الفلبين ويرجع مرة أخرى..
ونحن نقول له: خلاص استرح لأولادك..
استرح في بلادك..
قال: لا.. أرضكم هذه خصبة..
الذين يأتونكم هؤلاء من سنوات لقد تأثروا وقلوبهم لينة ؛ أما الذين هناك فلا..فلا..فلا..
ثم بدأت أحواله تزداد دعوةً ونشاطاً وحيوية وقوة..
فلا إله إلا الله..
ما أعظم الذين يقدمون لدين الله..
فأين هممنا الفاترة؟!..
وأين نشاطنا الفاتر عن نصرة دين الله؟!..
لئنَّ الدين يحتاج لرجال ينصروه..
نعم..ليحتاج لرجال ينصرونه..
من كتاب قصص متميزة للشيخ إبراهيم بو بشيت
مختارات