جاء أحد الإخوة يستشيرني في بعض قضايا الرقية، وكان مما قال: ذهبتُ لصديق لي واشتكيت له من بعض الأمراض التي نزلت بي، وأني لم أرزق بالأبناء.

فقال صديقي: عندنا معالج روحاني في ذلك الحي.

فلما دخلتُ على ذلك المعالج، قال لي: أنت فلان بن فلان.

قلت: نعم.

قال: أنت مسحور وفيك مايمنع الإنجاب، وأنا سأخلصك من السحر الآن بشرط أن تدفع لي 6000 ريال، ثم إذا جاءك مولود تدفع 6000 أخرى.

يقول الرجل: فقمتُ مباشرة ورفضتُ كل كلامه، ونهرتُ صديقي الذي أدخلني عليه.

يستفاد من القصة:

عند نزول مصيبة العين أو السحر أو غيرها فإن الذهاب للسحرة والمشعوذين والكهنة أمر لايجوز، ويعتبر من المخالفات في العقيدة، والذاهب لهم لا يخلو من حالتين:

1- أن يصدقهم في كلامهم في ادعاء علم الغيب فهذا يكفر، لحديث ( من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) رواه أبو داود بسند صحيح.

2- أن يذهب إليهم لمجرد السؤال فقط، وهذا لاتقبل له صلاة أربعين يوم، لحديث ( من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً ) رواه مسلم.

أي يجب أن يصلي ولكنه محروم من ثواب تلك الصلوات، وما ذاك إلا لخطر الذهاب للسحرة والكهنة.

تنبيه: قد يستغرب البعض كيف عرف الساحر اسم الرجل ومعلوماته ؟

الجواب: أن الساحر يتعامل مع الجن، وكل واحد منا معه قرينه من الجن، فلما دخل عليه الرجل، استخدم الساحر الجن وفي لمحة بصر تواصلوا مع قرين الرجل وأخبروه باسمه ومعلوماته، وبعض الناس ينخدع بذلك وربما أصابه الخوف منهم حتى إنه ربما استسلم لهم ونفذ كل مايطلبونه.

وأهمس لك مصاب:

1- تعلق بربك وتوكل عليه ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ).

2- تذكر أن الذي يملك الشفاء هو الله، ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ).

3- استشر راقي خبير وحكيم في التعامل مع المصابين.

ومضة مهمة: من أضرار الذهاب للكهنة والسحرة أن الساحر قد يأمرك بذبح خروف أو غيره تقرباً إلى الجن، فإن فعلت هذا فقد خرجت من الإسلام بلا خلاف لأن الذبح عبادة لله ومن صرفها لغير الله فقد كفر، قال تعالى ( فصل لربك وانحر ) وقال صلى الله عليه وسلم: لعن الله من ذبح لغير الله.

رواه مسلم.