أنواع الناس مع مواقع التواصل الاجتماعي
النوع الأول: التفاوت في قضاء الوقت عليها، فمن الناس من يمضي عليه الوقت الكثير، وقد يتجاوز ثمان ساعات متفرقة، ومنهم من يسهر عليها حتى الفجر بدون أن يشعر بالملل بسبب قوة تأثير تلك المواقع على العقل والمشاعر والجوارح، وقد يذهب عليه وقت الصلاة، فلايصليها، وقد يؤخرها عن وقتها، وقد ينام عن وظيفته أو دراسته أو يتأخر عنها، كل ذلك بسبب كثرة الوقت الذي يكون على مواقع التواصل.
ومنهم من يخصص جزء من وقته ولديه القدرة لضبط الوقت، فهو يستفيد منها، ولكنه يحذر من الإدمان عليها.
النوع الثاني: البعض يتأثر بكل مايشاهد من سلبيات المواقع من تغريدات ومقاطع، فلاتتعجب إذا رأيت ذلك الرجل أو تلك المرأة وقد تغيرت مبادئه وثوابته الدينية والأخلاقية والاجتماعية بسبب تلك المقاطع والمشاهد التي يراها كل يوم، وقد تسمعه يتحدث عن عدم وجوب صلاة الجماعة بعدما كان يزاحم في الصف الأول، وقد تراه يشكك في الحجاب بعدما كان من المدافعين عنه في المجالس، وقد يطعن في الأحاديث النبوية وفي رواية الصحابة وفي كتب السنة كالبخاري وغيره، وكل هذه التغيرات لم تكن عنده من قبل، فياترى مالذي جرى له ؟
إن عقل هذا المشاهد كالأسفنجة التي تتشرّب أي شيء ثم إذا عصرتها فإنها تُخرج نفس الشيء الذي تشرّبته.
وإني لأتحسر على تلك الفتاة التي تمكث الساعات على حسابات التفاهة المليئة بالرقص والفجور والضحك التافه، فياترى كم هي القيم التي انتفعت بها، أو بالأحرى كم هي الخسائر الأخلاقية التي لحقت بها ؟
والعجب من غفلة والديها، وخاصة أمها كيف تغفل عن ابنتها من بداية تعلقها بمواقع التواصل ولاتربي فيها الأخلاق والثوابت التي ستجدُ بركتها في ابنتها ولو بعد حين.
نعم، إن الحل ليس في المنع، لأنه غير ممكن، وإنما الحل هو في استمرار في غرس القيم يومياً، من خلال الجلوس مع أفراد الأسرة، والحوار الهادئ الذي يتضمن الكلام المتنوع حول مايحتاجه الشاب والفتاة في الحياة، وحول الموضوعات التي تنتشر في مواقع التواصل.
ومما ينبغي التأكيد عليه أنه يجب أن تفتح أذنك وقلبك لسماع آرائهم مهما اختلفتَ معهم فيها، وكن مناقشاً جيداً لهم حتى تتمكن من إزالة الشبهات التي قد تعلق بأذهانهم بسبب تلك المواقع.
مختارات