سورة القمر
آية
﴿ وَكَذَّبُوا۟ وَٱتَّبَعُوٓا۟ أَهْوَآءَهُمْ ۚ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ ﴾ [سورة القمر آية:﴿٣﴾]
قال القشيري: إذا حصل اتباع الهوى فمن شؤمه يحصل التكذيب؛ لأن الله سبحانه وتعالى يلبس على قلب صاحبه حتى لا يستبصر الرشد، واتباع الرضى مقرون بالتصديق؛ لأن الله تعالى ببركات الاتباع للحق يفتح عين البصيرة فيأتي بالتصديق. البقاعي:19/97.
آية
﴿ ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ ﴾ [سورة القمر آية:﴿١﴾]
يعني تعالى ذكره بقوله: (اقتربت الساعة): دنت الساعة التي تقوم فيها القيامة، وقوله: (اقتربت): افتعلت؛ من القرب، وهذا من الله تعالى ذكره إنذار لعباده بدنو القيامة، وقرب فناء الدنيا، وأمر لهم بالاستعداد لأهوال القيامة قبل هجومها عليهم، وهم عنها في غفلة ساهون. الطبري:22/ 565.
آية
﴿ ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ ﴾ [سورة القمر آية:﴿١﴾]
جعلت تلك المعجزة وسيلة للتذكير باقتراب الساعة على طريقة الإِدماج؛ بمناسبة أن القمر كائن من الكائنات السماوية ذات النظام المساير لنظام الجو الأرضي، فلما حدث تغير في نظامه لم يكن مألوفاً ناسب تنبيه الناس للاعتبار بإمكان اضمحلال هذا العالم، وكان فعل الماضي مستعملاً في حقيقته. ابن عاشور:27/ 168.
آية
﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾ [سورة القمر آية:﴿٢٢﴾]
أيسر شيء بحمد الله تعالى على النفوس تحصيله وحفظه وفهمه هو كتاب الله الذي يسره للذكر... وإنما الذي هو في غاية الصعوبة والمشقة مقدرات الأذهان، وأغلوطات المسائل، والفروع والأصول التي ما أنزل الله بها من سلطان. ابن القيم:3/87.
آية
﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾ [سورة القمر آية:﴿١٧﴾]
أي يسرناه للحفظ، وهذا معلوم بالمشاهدة؛ فإنه يحفظه الأطفال الأصاغر وغيرهم حفظاً بالغاً، بخلاف غيره من الكتب، وقد رُوي أنه لم يُحفظ شيء من كتب الله عن ظهر قلب إلا القرآن. وقيل: معنى الآية: سهلناه للفهم والاتعاظ به لما تضمن من البراهين والحكم البليغة. ابن جزي:2/389.
آية
﴿ خُشَّعًا أَبْصَٰرُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ ﴾ [سورة القمر آية:﴿٧﴾]
الخشوع في البصر: الخضوع والذلة. وأضاف الخشوع إلى الأبصار لأن أثر العز والذل يتبين في ناظر الإنسان؛ قال الله تعالى: (أبصارها خاشعة) [النازعات: 9]، وقال تعالى: (خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي) [الشورى: 45]. القرطبي:20/78.
آية
﴿ إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ فِى ضَلَٰلٍ وَسُعُرٍ ﴾ [سورة القمر آية:﴿٤٧﴾]
(إن المجرمين) أي: الذين أكثروا من فعل الجرائم؛ وهي الذنوب العظيمة من الشرك وغيره، من المعاصي. (في ضلال وسعر) أي: هم ضالون في الدنيا: ضلال عن العلم، وضلال عن العمل، الذي ينجيهم من العذاب. ويوم القيامة في العذاب الأليم. السعدي:827.