تدبــــر - المجموعة الثالثة عشر
تدبــــر - المجموعة الثالثة عشر
{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ}[الزخرف:32] لما كان الاصطفاء للرسالة رحمة لمن يُصطفَى لها ورحمة للنّاس المرسل إليهم، جعل تحكمهم في ذلك قسمة منهم لرحمة الله باختيارهم من يُختار لها وتعيين المتأهل لإبلاغها إلى المرحومين. ووُجِّه الخطاب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأضيف لفظ: (الرب) إلى ضميره إيماء إلى أن الله مؤيده تأنيساً له، لأن قولهم: {لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} [الزخرف: 31] قصدوا منه الاستخفاف به، فرفع الله شأنه بإبلاغ الإنكار عليهم بالإقبال عليه بالخطاب وبإظهار أن الله ربّه، أي متولي أمره وتدبيره.