آية
آية
تفسير الدكتور محمد راتب النابلسى
{ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) } العبرة ليست في الشباب ولكن في الشيخوخة، العبرة في خريف العمر، هذه المرحلة من العمر متعلِّقة بالشباب، أحد الصالحين هنا في الشام عَلَّم الطلاَّب ثمانين سنة، بدأ بالتعليم في الثمانية عشر وتوفي في الثمانية والتسعين وهو قائم على التعليم ؛ التعليم الديني، وكان يقول للطالب: يا بني أنت تلميذي، وكان أبوك تلميذي، وكان جدَّك تلميذي، أي أنه علَّم ثلاثة أجيال، وخرَّج آلافاً مؤلَّفة من أعلام هذه البلدة، وكان في الثمانية والتسعين منتصب القامة، حاد البصر، مُرْهَف السمع، أسنانه في فمه، متَّعه الله بقوَّته، فكان إذا سُئل: يا سيدي ما هذه الصحَّة التي أكرمك الله بها؟! يقول: " يا بني حفظناها في الصِغَرْ فحفظها الله علينا في الكِبَرْ، من عاش تقياً عاش قويَّاً "، لذلك خريف العمر متعلِّق بالشباب