آية
آية
تفسير الدكتور محمد راتب النابلسى
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) }، في الحياة الخاصَّة هذا المنافق لو أن عنده آلةً غالية الثمن، عظيمة النفع، كثيرة الربح وتعطلت، إلى من يلجأ؟ هذا المنافق، هذا المُتَفَلِّت، هذا الذي يَرُدُّ منهج الله، هذا الذي يبحث عن منهجٍ أرضي، هذا الذي يرفض طاعة الله عزَّ وجل، لو أن عطباً أصاب آلةً يملكها عظيمة النفع، غالية الثمن، شديدة التعقيد، إلى أين يلجأ؟ يلجأ إلى الخبير، يلجأ إلى الشركة، أو إلى وكلائها، أو إلى تعليمات الصانع ـ النشرة التي ترفق مع الآلة ـ هو يعتمد في مصالحه الدنيوية على الخبير، يلجأ إلى الخبير، مُرَكَّبٌ في أعماقه أنه لا يجوز أن نتصرف بهذه الآلة إلا وفْق تعليمات الصانع، فلماذا تلجأ أيها المنافق في حل مشكلاتك إلى منهجٍ غير منهج الله، إلى منهجٍ لا يتعلَّق بالخالق يتعلَّق بالمخلوق، لماذا تستشِر من ليس خبيراً في حقيقة الإنسان