فوائد من تفسير العثيمين
فوائد من تفسير العثيمين
قال تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون * ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد جاءهم البينات ) . قوله : ( كالذين تفرقوا ) : أتى بها بعد قوله : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) لأن الأمة إذا تركت الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلا بد أن تتفرق ؛ لأنه لا يكون لهم في هذه الحال كلمة جامعة ، كل واحد يعمل على هواه لأنه ما يُدعى إلى الخير ، والنفوس لها نزعات متباينة مختلفة ، وكذلك أيضاً إذا لم يكن أمر بمعروف ولا نهي عن منكر تفرق الناس ولا بد ؛ لأن هذا يريد الزنا ، وهذا يريد شرب الخمر ، وهذا يريد السرقة ، وهذا يريد أشياء غير الأولى فيحصل التفرق ، فإذا أمروا بالمعروف صاروا كلهم على المعروف ، وإذا نهوا عن المنكر صاروا كلهم على ترك المنكر .