فوائد من تفسير العثيمين
فوائد من تفسير العثيمين
إن قال قائل كيف يزيد الله تعالى المنفق فضلاً ونحن نشاهد أن الإنفاق ينقص المال حساً ؛ فإذا أنفق الإنسان من العشرة درهماً صارت تسعة ؛ فما وجه الزيادة ؟ أما بالنسبة لزيادة الأجر في الآخرة فالأمر ظاهر فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ؛ ومن تصدق بما يعادل تمرة من طيب ـ ولا يقبل الله إلا الطيب ـ فإن الله يربيها له حتى تكون مثل الجبل ، وأما بالنسبة للزيادة الحسية في الدنيا فمن عدة أوجه : الوجه الأول : أن الله قد يفتح للإنسان باب رزق لم يخطر له على بال فيزداد ماله . الوجه الثاني : أن هذا المال ربما يقيه الله سبحانه وتعالى آفات لولا الصدقة لوقعت فيه ؛ وهذا مشاهد فالإنفاق يقي المال الآفات . الوجه الثالث : البركة في الإنفاق بحيث ينفق القليل ، وتكون ثمرته أكثر من الكثير ؛ وإذا نُزعت البركة من الإنفاق فقد ينفق الإنسان شيئاً كثيراً في أمور لا تنفعه ؛ أو تضره وهذا شيء مشاهد .