فوائد من تفسير العثيمين
فوائد من تفسير العثيمين
اختلف المؤرخون: هل كان الحجر الذي كان يرفع عليه إبراهيم صلى الله عليه وسلم بناء الكعبة لاصقاً بالكعبة، أو كان منفصلاً عنها في مكانه الآن؟ أكثر المؤرخين على أنه كان ملصقاً بالكعبة، وأن الذي أخره إلى هذا الموضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبناءً على ذلك يكون للخليفة حق النظر في إزاحته عن مكانه إذا رأى في ذلك المصلحة. أما إذا قلنا: إن هذا مكانه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فالظاهر أنه لا يجوز أن يغير، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقره، وإذا أقره النبي صلى الله عليه وسلم فليس لنا أن نؤخره عنه. وقد كتب أحد طلبة العلم رسالة في هذا الموضوع، وقرظها الشيخ عبدالعزيز بن باز ورأى أنه يجوز إزاحته عن مكانه من أجل المصلحة والتوسعة بناءً على المشهور عند المؤرخين أنه كان لاصقاً بالكعبة، ثم أُخر وهذا لا شك أنه لو أُخر عن مكانه فيه دفع مفسدة، وهي مفسدة هؤلاء الذين يتجمعون عنده في المواسم وفيه نوع مفسدة وهي أن يبعد عن الطائفين في غير أيام المواسم، فهذه المصالح متعارضة هنا: هل الأولى بقاؤه في مكانه؟ أو الأولى تأخيره عن مكانه؟ فإذا كانت المصالح متكافئة فالأولى أن يبقى ما كان على ما كان، وحذراً من التشويش واختلاف الآراء في هذه المسألة، ومسألة تضييق المصلين على الطائفين هذا يمكن زواله بالتوعية إذا أفادت أو بالمنع بالقهر إذا لم تفد، وفي ظني أنها قلّت في السنوات الأخيرة بعض الشيء لأن الناس صار عندهم وعي.