فوائد من تفسير العثيمين
فوائد من تفسير العثيمين
قال تعالى: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون). من طريق القرآن أنه إذا ذَكر الحكم غالباً ذكر العلة، الحكم: (اعبدوا ربكم) والعلة: كونه رباً خالقاً لنا، ولمن قبلنا. قال تعالى: (فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون * وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا). قوله تعالى: (وإن كنتم) الخطاب لمن جعل لله أنداداً لأنه تعالى قال: (فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون * وإن كنتم في ريب). وفي ذكر هذه الآية المتعلقة برسالة محمد صلى الله عليه وسلم إشارة إلى كلمتي التوحيد، وهما شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، لكن شهادة أن لا إله إلا الله: توحيد القصد والثاني: توحيد المتابعة فكلاهما توحيد، لكن الأول توحيد القصد بأن يكون العمل خالصاً لله، والثاني توحيد المتابعة بأن لا يتابع في عبادته سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإذا تأملت القرآن وجدت هكذا: يأتي بما يدل على التوحيد، ثم بما يدل على الرسالة، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: (أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين) ثم قال تعالى: (أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون) وهذا مطرد في القرآن.