فوائد من اضواء البيان
فوائد من اضواء البيان
قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً). في قوله (خليفة) وجهان من التفسير للعلماء: أحدهما: أن المراد بالخليفة أبونا آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، لأنه خليفة الله في أرضه في تنفيذ أوامره، وكون الخليفة هو آدم هو الظاهر المتبادر من سياق الآية. الثاني: أن قوله (خليفة) مفرد أريد به الجمع، أي: خلائف، وهو اختيار ابن كثير. وإذا كانت الآية الكريمة تحتمل الوجهين المذكورين فاعلم أنه قد دلت آيات على الوجه الثاني، وهو أن المراد بالخليفة: الخلائف من آدم وبنيه لا آدم نفسه، كقوله تعالى (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) ومعلوم أن آدم ليس ممن يفسد فيها، ولا ممن يسفك الدماء، وكقوله (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ)