فوائد من كتاب كلمة الاخلاص لابن رجب الحنبلى رحمه الله
قال الحسن للفرزدق وهو بدفن امرأته أنه ماأعددت لهذا اليوم قال شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة قال الحسن نعم العده لكن ل لا إله الإ الله شروطا فإياك وقذف المحصنة.
قيل للحسن إن أناسا يقولون من قال لا إله إلا الله دخل الجنة فقال من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة .
كان بعض العارفين يتكلم على أصحابه على رأس جبل فقال في كلامه لا ينال أحد مراده حتى ينفرد فردا بفرد فانزعج واضطرب حتى رأى أصحابه أن الصخور قد تدكدكت وبقي على ذلك ساعة فلما أفاق فكأنه نشر من قبره قول لا إله إلا الله تقتضي أن لا يحب سواه فان الاله هو الذي يطاع فلا يعصي محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول لا إله إلا الله وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله قال الله تعإلى" ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم ".
قال الحسن اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته وسئل ذو النون متى أحب ربي قال إذا كان ما يبغضه عندك أمر من الصبر . قال بشر بن السري ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك . قال الليث عن مجاهد في قوله لا يشركون بي شيئا .قال لا يحبون غيري.
قال أبو يعقوب النهر جوري كل من ادعى محبة الله ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة . قال يحيى بن معاذ ليس بصادق من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده .
قال رويم المحبة الموافقة في جميع الأحوال وأنشد ... ولو قلت لي مت قلت سمعا طاعة ... وقلت لداعي الموت أهلا ومرحبا ...
قال الحسن قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم إنا نحب ربنا حبا شديدا فأحب الله أن يجعل لحبه علما فأنزل الله تعإلى هذه الآية " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله "
كان حال السحرة لما سكنت المحبة قلوبهم سمحوا ببذل النفوس وقالوا لفرعون اقض ما انت قاض ومتى تمكنت المحبة في القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب. ومن أحب الله لم يكن شيء عنده آثر من رضاه ومن أحب الدنيا لم يكن شيء عنده آثر من هوى نفسه .
قال الحسن ما نظرت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر على طاعة الله أو على معصيته فان كانت طاعة تقدمت وإن كانت معصية تأخرت.
قال الجنيد قالت النار يا رب لو لم أطعك هل كنت تعذبني بشيء أشد مني قال أسلط عليك ناري الكبرى قالت وهل نار أعظم مني وأشد قال نعم نار محبتي أسكنتها قلوب أوليائي المؤمنين ... قفا قليلا بها علي فلا ... أقل من نظرة أزودها ... ففي فؤاد المحب نار جوى ... أحر نار الجحيم أبردها ... فلولا دموع المحبين تطفئ بعض حرارة الوجد لاحترقوا كمدا ... دعوه يطفي بالدموع حرارة ... على كبد حري دعوه دعوه سلوا عاذليه يعذروه هنيهة ... فبالعذل دون الشوق قد قتلوه ...
كان بعض العارفين يقول أليس عجبا أن أكون بين أظهركم وفي قلبي من الإشتياق إلى ربي مثل الشعل التي لا تنطفئ ... ولم أر مثل نار الحب نارا ... تزيد ببعد موقدها اتقادا ...
قال زيد بن أسلم إن الله ليحب العبد حتى يبلغ من حبه له أن يقول اذهب فاعمل ما شئت فقد غفرت لك . قال الشعبي إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب.
راود رجل امرأة في فلاة ليلا فأبت فقال لها ما يرانا إلا الكواكب قالت فأين مكوكبها . أكره رجل امرأة على نفسها وأمرها بغلق الأبواب فقال لها هل بقي باب لم يغلق قالت نعم الباب الذي بيننا وبين الله تعالى فلم يتعرض لها .
سئل الجنيد بم يستعان على غض البصر قال بعلمك ان نظر الله أسبق من نظرك إليه . قال المحاسبي : المارقبة علم القلب بقرب الرب كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.
قال عمر رضي الله عنه من الصحابة وهي كلمة الإخلاص وشهادة الحق ودعوة الحق وبراءة من الشرك ونجاة هذا الأمر ولأجلها خلق الخلق .
قال ابن عيينة ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله وإن لا إله إلا الله لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا ولأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد فمن قالها عصم ماله ودمه ومن أباها فماله ودمه هدر وهي مفتاح الجنة ومفتاح دعوة الرسل وبها كلم الله موسى كفاحا .
رؤي بعض السلف بعد موته في المنام فسئل عن حاله فقال ماأبقت لا إله إلا الله شيئا . عن ابن عباس أحب كلمة إلى الله لا إله إلا الله لا يقبل الله عملا إلا بها . وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان
قال النضر بن عربي بلغني أن الناس إذا قاموا من قبورهم كان شعارهم لا إله إلا الله . قال بعض السلف كان ابراهيم عليه السلام يقول اللهم لا تشرك من كان يشرك شيئا بمن كان لا يشرك بك .
كان بعض السلف يقول في دعائه اللهم إنك قلت عن أهل النار أنهم أقسموا بالله جهد إيمانهم لا يبعث الله من يموت ونحن نقسم بالله جهد أيماننا ليبعثن الله من يموت اللهم لا تجمع بين أهل القسمين في دار واحدة.
كان أبو سليمان يقول إن طالبني ببخلي طالبته بجوده وإن طالبني بذنوبي طالبته بعفوه وإن أدخلني النار أخبرت أهل النار أني أحبه . ... ما أطيب وصله وما أعذبه ... وما أثقل هجره وما أصعبه ... وفي السخط والرضى ماأهيبه ... القلب يحبه وإن عذبه ... وكان بعض العارفين يبكي طول ليله ويقول إن تعذبني فإني لك محب وإن ترحمني فأني لك محب
قال ذو النون خوف النار عند خوف الفراق كقطرة في بحر لجي كان بعضهم يقول إلهي وسيدي ومولاي لو أنك عذبتني بعذابك كله كان ما فاتني من قربك أعظم عندي من العذاب