فوائد من كتاب كلمة الاخلاص لابن رجب الحنبلى رحمه الله
حكمــــــة
كان بعض العارفين يتكلم على أصحابه على رأس جبل فقال في كلامه لا ينال أحد مراده حتى ينفرد فردا بفرد فانزعج واضطرب حتى رأى أصحابه أن الصخور قد تدكدكت وبقي على ذلك ساعة فلما أفاق فكأنه نشر من قبره قول لا إله إلا الله تقتضي أن لا يحب سواه فان الاله هو الذي يطاع فلا يعصي محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول لا إله إلا الله وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله قال الله تعإلى " ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم ".
حكمــــــة
قال الجنيد قالت النار يا رب لو لم أطعك هل كنت تعذبني بشيء أشد مني قال أسلط عليك ناري الكبرى قالت وهل نار أعظم مني وأشد قال نعم نار محبتي أسكنتها قلوب أوليائي المؤمنين... قفا قليلا بها علي فلا... أقل من نظرة أزودها... ففي فؤاد المحب نار جوى... أحر نار الجحيم أبردها... فلولا دموع المحبين تطفئ بعض حرارة الوجد لاحترقوا كمدا... دعوه يطفي بالدموع حرارة... على كبد حري دعوه دعوه سلوا عاذليه يعذروه هنيهة... فبالعذل دون الشوق قد قتلوه...
حكمــــــة
قال ابن عيينة ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله وإن لا إله إلا الله لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا ولأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد فمن قالها عصم ماله ودمه ومن أباها فماله ودمه هدر وهي مفتاح الجنة ومفتاح دعوة الرسل وبها كلم الله موسى كفاحا.
حكمــــــة
كان أبو سليمان يقول إن طالبني ببخلي طالبته بجوده وإن طالبني بذنوبي طالبته بعفوه وإن أدخلني النار أخبرت أهل النار أني أحبه.... ما أطيب وصله وما أعذبه... وما أثقل هجره وما أصعبه... وفي السخط والرضى ماأهيبه... القلب يحبه وإن عذبه... وكان بعض العارفين يبكي طول ليله ويقول إن تعذبني فإني لك محب وإن ترحمني فأني لك محب