فوائد من كتاب العبودية
العبادة : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة . وذلك أن العبادة لله هي الغاية المحبوبة له ، والمرضية له ، التي خلق الخلق لها
نعت صفوة خلقه بالعبودية له : فقال تعالى (عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً ) وقال تعالى (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً ) .
نعت صفوة خلقه بالعبودية له : فقال تعالى (عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً ) وقال تعالى (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً ) .
وقد نعت الله نبيه بالعبودية في أكمل أحواله : فقال في الإسراء (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً ) . وقال في الإيحاء (فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ) . وقال في الدعوة (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً ) . وقال في التحدي (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ )
كون العبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب ، ولهذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله ، بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شيء ، وأن يكون الله أعظم عنده من كل شيء
قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) أي : حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين : الله ، ومن ظن أن المعنى : حسبك الله والمؤمنون معه ، فقد غلط غلطاً فاحشاً
وكثيراً ما يخالط النفوس من الشهوات الخفية ما يفسد عليها تحقيق محبتها لله وعبوديتها له ، كما قال شداد بن أوس : يا نعايا العرب ! يا نعايا العرب ! إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية ، قيل لأبي داود السجستاني : ما الشهوة الخفية ؟ قال : حب الرئاسة
والشرك غالب على النفوس ، وكان عمر يقول في دعائه : اللهم اجعل عملي كله صالحاً ، واجعله لوجهك خالصاً ، ولا تجعل لأحد فيه شيئاً .
وكلما كان في القلب حب لغير الله ، كانت فيه عبودية لغير الله بحسب ذلك ، وكلما كان فيه عبودية لغير الله كان فيه حب لغير الله بحسب ذلك .
فاتباع هذه الشريعة والقيام بالجهاد بها من أعظم الفروق بين أهل محبة الله وأوليائه الذين يحبهم ويحبونه
قد جعل الله أساس محبته ومحبة رسوله ، الجهاد في سبيل الله ، والجهاد يتضمن كمال محبة ما أمر الله به ، وكمال بغض ما نهى الله عنه
وقول بعض الناس : إن محمداً حبيب الله وإبراهيم خليل الله ، وظنه أن المحبة فوق الخلة ، قول ضعيف ، فإن محمداً أيضاً خليل الله
وقول بعض الناس : إن محمداً حبيب الله وإبراهيم خليل الله ، وظنه أن المحبة فوق الخلة ، قول ضعيف ، فإن محمداً أيضاً خليل الله
قدمنا : أن محبة الله تعالى هي : محبته ومحبة ما أحب . وطاعة الرسول ومتابعته لا تكون إلا بتحقيق العبودية
قدمنا : أن محبة الله تعالى هي : محبته ومحبة ما أحب . وطاعة الرسول ومتابعته لا تكون إلا بتحقيق العبودية
وأصل ضلال من ضل هو بتقديم قياسه على النص المنزل من عند الله ، وتقديم اتباع الهوى على اتباع أمر الله .
كان عمر بن الخطاب يقول : اللهم اجعل عملي صالحاً ، واجعله لوجهك خالصاً ، ولا تجعل لأحد فيه شيئاً
فكمال المخلوق : في تحقيق عبوديته لله ، وكلما ازداد العبد تحقيقاً للعبودية ازداد كماله وعلت درجته
وأما المخلوق فكما قيل : استغن عمن شئت تكن نظيره ، وأفضِل على من شئت تكن أميره ، واحتج إلى من شئت تكن أسيره
وكلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته ، ورجاؤه لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته له ، وحريته مما سواه .