فوائد من كتاب الزهد لابن المبارك 6
عَن سَعِيد بن أبي هلال قَالَ بلغني أن الصراط يوم القيامة يكون على بعض الناس أدق من الشعر وعلى بعض الناس مثل الوادي الواسع
عَن عَبد الله بن شقيق العقيلي قَالَ يجوز الناس يوم القيامة الصراط على قدر إيمانهم وأعمالهم فيجوز الرجل كالطرفة في السرعة وكالسهم المرمي وكالطائر السريع الطيران وكالفرس الجواد المضمر ويجوز الرجل يعدو عدوا والرجل يمشي مشيا حتى يكون آخر من يجوز يحبو حبوا
عَن عَبد الله بن مَسْعود قَالَ يحاسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار ثم قرأ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ ثم قَالَ إن الميزان يخف بمثقال حبة أو يرجح قَالَ ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا سلام عليكم وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم نظروا إلى أصحاب النار قالوا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ فتعوذوا بالله من منازلهم قَالَ فأما أصحاب الحسنات فإنهم يعطون نورا يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم ويعطى كل عَبد يومئذ نورا وكل أمة نورا فإذا أتوا على الصراط سلب الله نور كل منافق ومنافقة فلما رأى أهل الجنة ماذا لقي المنافقون قالوا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وأما أصحاب الأعراف فإن النور كان في أيديهم ومنعتهم سيئاتهم أن يمضوا بها فبقي في قلوبهم الطمع إذ لم ينزع النور من أيديهم فبذلك يقول الله تبارك وتعالى لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ فكان الطمع النور في أيديهم ثم أدخلوا بعد ذلك الجنة وكانوا آخر أهل الجنة دخولا قَالَ وقال ابن مَسْعود وهو على المنبر إن العبد إذا عمل حسنة كتب له بها عشرا وإذا عمل سيئة لم يكتب عليه إلاَّ واحدة ثم يقول هلك من غلبت وحداته أعشاره
عَن عَبد الرحمن بن جبير الحضرمي عَن رافع أبي الحسن . . . قَالَ فيشير الله تبارك وتعالى إلى لسانه فيربو فيها حتى يملأ فاه فلا يستطيع أن ينطق بكلمة ثم يقول لآرابه - يعني أعضاءه كلها تكلمي واشهدي عليه فيشهد عليه سمعه وبصره وجلده وفرجه ويداه ورجلاه صنعنا فعلنا عملنا قَالَ نعيم بن حماد سمعت ابن عُيَينة يقول سمعت أيوب السختياني يقول أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما باختلاف العلماء و . . . الناس من الفتيا أعلمهم باختلاف العلماء قَالَ وقال ابن عُيَينة . . . من يعطي كل حديث حقه
عَن الحجاج بن عتاب العبدي عَن عَبد الله بن معبد الزماني عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ إن أدنى أهل الجنة منزلة - وما منهم دان - لمن يغدو عليه ويروح عشرة آلاف خادم ومع كل واحد منهم طرفة ليست مع صاحبه
عَن مُحَمد بن أبي أيوب المخزومي عَن أبي عَبد الرحمن المعافري قَالَ إنه ليصف للرجل من أهل الجنة سماطان لاَ يرى أطرافهما من غلمانه حتى إذا مر مشوا وراءه
عَن شريح بن عُبَيد عَن كعب قَالَ لو أن ثوبا من ثياب الجنة نشر اليوم في الدنيا لصعق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم
عَن حَدَّثَنَا أبو بكر الهذلي قَالَ حَدَّثَنَا أبو تميمة الهجيمي قَالَ سَمِعْتُ أبا موسى الأشعري على منبر البصرة يقول إن الله يبعث يوم القيامة ملكا إلى الجنة يقول هل أنجزكم الله ما وعدكم فينظرون فيرون الحلي والحلل والثمار والأنهار والأزواج المطهرة فيقولون نعم قد أنجزنا الله ما وعدنا فيقول الملك هل أنجزكم ما وعدكم - ثلاث مرات - فلا يفقدون شيئا مما وعدوا فيقولون نعم فيقول بقي لكم شيء إن الله يقول لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ألا إن الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى الله
عَن مجاهد قَالَ إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن يسير في ملكه ألف سنة لن يرى أقصاه كما يرى أدناه وأرفعهم الذي ينظر إلى ربه بالغداة والعشي
عَن يحيى بن سلمة عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ عَبد الله بن أبي أوفى في قوله مُدْهَامَّتَانِ قَالَ خضراوان وفي قوله نَضَّاخَتَانِ قَالَ نضاختان بالخير
عَن أبي عَبد الرحمن الحبلي قَالَ إن العبد أول ما يدخل الجنة يتلقاه سبعون ألف خادم كأنهم اللؤلؤ
عَن أبي سَعِيد الخدري وأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كذا ينادي مناد إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وتصحوا فلا تسقموا أبدا وتشبوا فلا تهرموا أبدا وتنعموا فلا تبؤسوا أبدا فذلك قوله وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
عَن حُمَيد بن هلال قَالَ ذكر لنا أن الرجل إذا دخل الجنة صور صورة أهل الجنة وألبس لباسهم وحلي حليتهم وأري أزواجه وخدمه يأخذه سوار فرح لو كان ينبغي له أن يموت لمات من سوار فرحه فيقال له أرأيت سوار فرحتك هذه فإنها قائمة لك أبدا
عَن ابن أبي نجيح عَن مجاهد في قوله عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ قَالَ لاَ ينظر بعضهم في قفا بعض
عَن الأوزاعي قَالَ حَدَّثَنَا يحيى بن أبي كثير أن الحور العين يتلقين أزواجهن عند أبواب الجنة فيقلن طالما انتظرناكم فنحن الراضيات فلا نسخط ونحن المقيمات فلا نظعن ونحن الخالدات فلا نموت بأحسن أصوات سمعت فيقول هو أنت حبي ليس دونك مقصر ولا وراءك معدى
عَن أبي عبيدة عَن عَبد الله بن مَسْعود قَالَ تسارعوا إلى الجمعة فإن الله تبارك وتعالى يبرز لأهل الجنة في كل يوم جمعة في كثيب من كافور أبيض فيكونون منه في القرب على قدر تسارعهم إلى الجمعة في الدنيا