فوائد من بستان الواعظين
حكمــــــة
قال الله تبارك وتعالى { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم } الأعراف 200 وقال تعالى { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله } النحل 98 المعنى فاستعذ بالله إذا أردت أن تقرأ القرآن أعوذ بالله ملاذا وعياذا ويقال هذا عوذ لي مما أخاف منه أي مجيري والدافع عني وتسمى المرأة عائذا لأنها تعوذ بولدها والتعوذ بالقرآن هو الشفاء من آفات الشيطان
حكمــــــة
عباد الله تفكروا في إخراج أبيكم آدم من الجنة دار الأمان وهبوطه إلى دار الذل والهوان وكان سبب ذلك الملعون الشيطان وقد نهاكم مولاكم عن طاعته وأمركم بمعصيته فإن في طاعته سخط الرحمن ومعصيته توجب سكنى الجنان ونزول محل الرضوان قال الله سبحانه وتعالى { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء } البقرة 268 فمن أطاعه خذله وصده عن الهدى وفتح في قلبه أبواب الضلالة والردى قال الله تبارك وتعالى { وكان الشيطان للإنسان خذولا "
حكمــــــة
واعلموا عباد الله أن الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبده خيرا أبعد عنه شيطانه وأعانه عليه ونشطه للطاعة وأزال عن بدنه الكسل فأقبل العبد عند ذلك على مولاه وأعرض عمن سواه وآثر رضاء سيده على هواه فعند ذلك يجعل الله الجنة العالية مأواه وإذا أراد بعبده شرا مكن منه شيطانه وسلطه عليه فأبعده عن طاعة الجبار وكسله عن عمل الأبرار وحبب إليه أعمال أهل النار وبغض إليه أعمال أهل دار القرار
حكمــــــة
في قول الله عز وجل { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا } البقرة 268 الآية أي يردك الشيطان إلى نفسك ولينسيك اشتغالك بربك وقيل يعدكم الفقر في طلب فوق الكفاف فيكون عندك ما يكفيك وأنت تحرص على جمع الزيادة وهو الفقر اللازم فيردك عن غني الكفاية إلى طلب المزيد وهو الفقر الحاضر الذي يؤدي صاحبه إلى العذاب الدائم الشديد وقيل يعدكم الفقر في البذل والعطاء في مرضاة الله عز وجل وهو الغني لأن الله تعالى يعدكم مغفرة وفضلا فينبغي للعبد أن يذكر منن الله تعالى عليه وإحسانه إليه وإفضاله لديه
حكمــــــة
واعلموا عباد الله أن الله تبارك وتعالى قال في محكم التنزيل على لسان محمد رسوله عليه السلام { ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } الحشر 9 ومن هو بخيل شحيح فليس بواق ولا مفلح واعلم أن البخل شجرة في النار وأغصانها مدلاة على الدنيا وهي شجرة الشيطان فمن تعلق بغصن منها قادته إلى النار وكذلك الكرم شجرة في الجنة وأغصانها مدلاة على الدنيا فمن تعلق بغصن منها جذبه إلى النعيم والكرم من صفات الملك الكريم فمن تعلق به فقد أسخط الشيطان الرجيم
حكمــــــة
ذكر عن أبي سعيد أنه قال في قول الله عز وجل { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان } الحجر 42 كأنه يقول إن كان لك عليهم أن تلقيهم في معصية الله فليس لك عليهم أن تمنعهم من مغفرة الله وقول آخر إن كان للشيطان سلطان في إلقاء العبد في المعصية فأولى أن يكون لمغفرة الله سلطان في تطهير العبد من الخطية وليست قوة الشيطان بأكثر قوة من مغفرة الرحمن في قلوب أهل الإيمان
حكمــــــة
واعلموا عباد الله أن الله تبارك وتعالى سمى الإنسان ضعيفا وقال في آية أخرى { إن كيد الشيطان كان ضعيفا } النساء 76 والضعيفان إذا اقتتلا ولم يكن لواحد منهما معين لم يظفر بصاحبه فأمر الله الإنسان الضعيف أن يستعين بالرب اللطيف من كيد الشيطان الضعيف ليعصمه منه ويعينه عليه من كان في معونته الإله العظيم لم يضره كيد الشيطان الرجيم من كان في معونته الملك الوهاب لم يضره كيد الشيطان الكذاب من كان في معونته الملك القهار لم يضره كيد الشيطان الفرار من كان في معونته الملك الرحمن لم يضره كيد الشيطان
حكمــــــة
واعلم يا أخي أن العبد المؤمن وإن أطاع الشيطان بنفسه فهو غير راض بقلبه وإنما مثله كمثل الواقع في نجاسة وبين يديه غدير ماء طاهر فيكون قلبه مع الماء وإن كانت نفسه في النجاسة فيكون سببا لطهارته كذلك نفس المؤمن وإن كانت في نجاسة المعصية فإن قلبه مع الله ومع محبته فيكون ذلك سببا لطهارته من المعصية
حكمــــــة
سئل بعض الحكماء ما الحكمة في أن لم يعط إبليس اثنان من ابن آدم وأعطى أربعة أعطي من بين يديه ومن خلفه وعن يمنيه وعن شماله من الجهات الأربع لم يعط إبليس أن يأتيه من فوق ولا من تحت قال لأن الأربع جهات تدخلها المشاركة في الأعمال وفوق موضع نظر الرب جل جلاله إلى قلوب عباده المؤمنين وتحت موضع سجود الساجدين بين يدي رب العالمين عصمنا الله وإياكم من فتنته عصمة يدخلنا بها في رحمته وتاب علينا وعلى جميع المذنبين إنه تواب رحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
حكمــــــة
قال الله تعالى { وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته } الأعراف 57 إلى قوله { كذلك نخرج الموتى } الأعراف 57 الآية كما أخرج النبات بالمطر كذلك يخرج الموتى بماء الحياة فتجتمع العظام والعروق واللحوم والأشعار فيرجع كل عضو إلى مكانه الذي كان فيه في دار الدنيا فتلتئم الأجساد بقدرة الجبار جل جلاله
حكمــــــة
قال الله سبحانه وتعالى {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا} الأنبياء 47 الآية عباد الله ما لقلوبكم لا تخشع وما لآذانكم لا تسمع وما لدعائكم لا يسمع وما لعيونكم لا تدمع وما لبطونكم من السحت والحرام لا تشبع وما لعملكم المحمود لا يرفع إخواني من شغل نفسه بخدمة المعبود المحمود من خاف من ورود الناس وبئس الورد والمورود
حكمــــــة
من لم يقدم في الدنيا عملا صالحا حجب عن النظر إلى وجه الجبار وهوى في دار الندامة والبوار في دار عذابها سموم وشرابها حميم وظلها لا بارد ولا كريم وطعامها الزقوم يتردى والله في دار عذابها أليم ومسكنها جحيم وساكنها أبدا في العذاب مقيم يتردى والله في نار قعرها بعيد وعذابها شديد وشرابها صديد ومقامعها حديد وما هي من الظالمين ببعيد
حكمــــــة
كان بعض الخائفين إذا أصبح أخذ لوحا ودواة وجعلهما بجواره فإذا تكلم كلمة كتبها في اللوح ويقول لنفسه هكذا أثبتها عليك الملك بأمر الملك فإذا غربت الشمس وصلى صلاة المغرب وضع اللوح بين يديه وجعل يقرأ ويبكي ويقول في بكائه ونحيبه وتقريره لنفسه يا نفس كأني بك وقد سئلت عن هذا عند جواز الصراط يا نفس تراك بأي كلمة من هذه تدخليني النار فلا يزال يبكي حتى لا يجد بكاء وتفرغ دموعه فيغشى عليه
حكمــــــة
يا ابن آدم ما أغفلك وعن الصواب ما أبعدك كأنك بالموت قد فاجأك وملك الموت قد وافاك فيئس منك الطبيب وفارقك الحبيب وتفجع لفقدك كل قريب فوقعت في الحسرة وجفتك العبرة وبطل منك اللسان بعد الفصاحة والبيان وأدرجت في الأكفان وأزعجت عن الأوطان وصار القبر مأواك وإلى يوم القيامة مثواك وفارقك الأهل والإخوان ووقع بهم عنك السلو والنسيان فإن كان لك منزل سكنوه أو كنت ذا مال اقتسموه
حكمــــــة
يا هذا اذكر ما وصفته واحفظ ما حكيته وعليك بالصوم والاجتهاد والطاعة لرب العباد ومراقبته في الليل والنهار والتضرع إليه في ظلمات الأسحار يا هذا عمرك أنفاس معدودة وعليك رقيب يحصيها لا تنس الموت فإنه لا ينساك المبادرة المبادرة إنما هي أنفاس لو حبست عنك لانقطع عنك عملك آخر الأبد وخروج نفسك آخر الأمد وفراق أهلك آخر العدد
حكمــــــة
فاذكر حالك أيها الغافل يوم تقلبك على المغتسل يد الغاسل قد زال عزك عنك وسلب مالك منك وأخرجت من بين أحبابك وجهزت لترابك وأسلمت إلى الدود وصرت رهنا بين اللحود وبكى عليك الباكون قليلا ثم نسوك دهرا طويلا فتغيرت منك المحاسن والمحلى وتحكم في أعضائك البلى وقطعت في الأكفان وسعى إليك الديدان فبلى منك اللسان وسالت الحدق كأنك لم تكن قط ممن رأى ولا نطق
حكمــــــة
فاستعذ من ذنوبك يا مسكين قبل عرق الجبين وانتشار العرقين وقبل مد الشمال وقبض اليمين وتضعيف قوتك بالأنين ويكثر حواليك البكا والحنين وجرت دموعك لمفارقة الأهل والبنين ولا ينفعك ما جمعت من الأموال في الشهور والسنين ثم أنت في قبرك لعملك رهين إلى يوم عرضك على أسرع الحاسبين قد تغير جسمك في الجنادل والتراب بعد تنعمك بدقائق الشباب
حكمــــــة
فابكوا معاشر المذنبين على ساعة لا بد منها أما ترون الموت قد أفنى الأمم الماضية وقتل القرون الخالية وهدم القصور العالية عطل عشارهم وخرب ديارهم وهدم منازلهم وقطع آثارهم وقطف أعمارهم ولم ينفعهم ما جمعوا ولم يحصنهم ما بنوا وصنعوا قد صاروا في القبور رميما ولقوا من الموت والأهوال أمرا عظيما فهذا دليل على أن الموت لا يترك أحدا من المخلوقين حتى يتوفاهم وينقلهم إلى التراب أجمعين
حكمــــــة
فالله الله عباد الله عظوا أنفسكم بآبائكم وأحبابكم وجيرانكم وإخوانكم فإن في ذلك بلاغا لم تذكر وعبرة لم تفكر إخوانكم كانوا بالأمس معكم يأكلون ما تأكلون ويلبسون مما تلبسون فاصبحوا اليوم وقد صارت القبور لهم بيوتا وصاروا بين أطباق الثرى خفوتا قد قسم الوارث أموالهم ونكح العدو والصديق عيالهم وأهان العدو أطفالهم قد هتكت منهم الأستار واستوحشت منهم الديار وتحدثت عنهم الأخبار
حكمــــــة
كر عن أبي العتاهية رحمه الله أنه دخل يوما على الرشيد فقال له الرشيد أنشدني فقال اجعل لي الأمان قال أنت آمن فأنشأ وأنشد } لا تأمن الموت في طرف ولا نفس وإن تسترت بالحجاب والحرس { } واعلم بأن سهام الموت قاصدة لكل مدرع منا ومترس { } ما بال دينك ترضى أن تدنسه وثوبك الدهر مغسول من الدنس { ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس
حكمــــــة
فليكن ويحك بصرك من النظر إلى المحارم معدولا وسمعك عن سماع القبيح من القول معزولا وبطنك من أكل الحرام محمولا وقلبك بالفكرة في الحسنات والمعاد مشغولا وذكر مولاك وسيدك في لسانك مجعولا ومالك في طاعة العزيز الجبار مبذولا { إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا } الإسراء 36 وقد أعلمك مولاك أن الشيطان كان للإنسان خذولا فلم خنت عهد مولاك وأمانته وكنت لنفسك ظلوما جهولا
حكمــــــة
فجسمك من الجوع متعوب من الفجر إلى الغروب ويلحقك النصب واللغوب وصومك عن مولاك بالطرد محجوب وأخاف أن تكون في النار على وجهك مكبوب لمخالفتك لعلام الغيوب فخمص ويحك بطنك عن أكل الربا والحرام وأحبس لسانك عن الوقوع في جماعة الإسلام وغض طرفك عما هو عليك أعظم من أعظم الآثام وهو النظر إلى ما لا يحل لك من حرم الأنام وامتثل ما أمرك به أحكم الحكام وقم بين يديه في الليل البهيم إذا هجع النوام وتضرع إليه إذا أدهم الليل بداجي الظلام وحينئذ يصح لك القبول لشهر رمضان وتفوز بالنعيم الأبدي في دار السلام وتنجو من الأهوال والعذاب الغرام
حكمــــــة
إخواني هذا شهر ليس مثله في سائر الشهور ولا فضلت به أمة غير هذه الأمة في سائر الدهور الذنب فيه مغفور والسعي فيه مشكور والمؤمن فيه محبور والشيطان مبعد مثبور والوزر والإثم فيه مهجور وقلب المؤمن بذكر الله معمور وقد أناخ بفنائكم وهو عن قليل راحل عنكم شاهد لكم وعليكم مؤذن بشقاوة أو سعادة أو نقصان أو زيادة وهو ضعيف مسئول من عند رب لا يحول ولا يزول يخبر عن المحروم منكم والمقبول فالله الله أكرموا نهاره بتحقيق الصيام واقطعوا ليله بطول البكاء والقيام فلعلكم أن تفوزوا بدار الخلد والسلام مع النظر إلى وجه ذي الجلال والإكرام ومرافقة النبي عليه الصلاة والسلام
حكمــــــة
إخواني هذا شهر ليس مثله في سائر الشهور ولا فضلت به أمة غير هذه الأمة في سائر الدهور الذنب فيه مغفور والسعي فيه مشكور والمؤمن فيه محبور والشيطان مبعد مثبور والوزر والإثم فيه مهجور وقلب المؤمن بذكر الله معمور وقد أناخ بفنائكم وهو عن قليل راحل عنكم شاهد لكم وعليكم مؤذن بشقاوة أو سعادة أو نقصان أو زيادة وهو ضعيف مسئول من عند رب لا يحول ولا يزول يخبر عن المحروم منكم والمقبول فالله الله أكرموا نهاره بتحقيق الصيام واقطعوا ليله بطول البكاء والقيام فلعلكم أن تفوزوا بدار الخلد والسلام مع النظر إلى وجه ذي الجلال والإكرام ومرافقة النبي عليه الصلاة والسلام
حكمــــــة
عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه قال في قوله تعالى { كما كتب على الذين من قبلكم } البقرة 183 أنه كان كتب عليهم إذا نام أحدهم قبل الأكل ولم يطعم شيئا إلى الليلة المقبلة وحرم عليهم أن يقربوا النساء تلك الليلة ورخص الله تعالى في ذلك لهذه الأمة وقيل إشارة الله تعالى بقوله { كما كتب على الذين من قبلكم } البقرة 183 إلى الأمم الخالية وهذه الآية مدح لأمة محمد {صلى الله عليه وسلم} لأن ما من أمة ولا نبي إلا وقد فرض الله تعالى عليه وعلى أمته صيام شهر رمضان فآمنت به هذه الأمة وكفرت به سائر الأمم
حكمــــــة
قال الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } البقرة 183 سماهم باسمه ورسمهم برسمه وشرفهم حين عرفهم فقال { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام } سهل عليكم بذلك وارد الخطاب فلما أراد الله جل جلاله أن يكفلهم الصيام الشاق عليهم بدأ الله بأخص أسماء المؤمنين وأجل صفات العارفين وأعلا مقام المحبين فقال { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام } ثم زاد بيانا فقال { أياما } ثم زاد بيانا فقال { معدودات } ثم زاد بيانا فقال { شهر } ثم بين أي شهر فقال { شهر رمضان } ثم بين ورقق ويسر فقال { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } البقرة 187 ثم بين تمامه فقال { ثم أتموا الصيام إلى الليل } فكأنه سبحانه قال كتب عليكم الصيام أياما في السنة ووعدتكم عليها المقام في الجنة كتب عليكم الصيام شهرا ووعدتكم الثواب دهرا كتب الله الصيام على عبيده وكتب الرحمة على نفسه كتب الصيام أياما معدودات وكتب لكم على نفسه الحصول في الدرجات كتب عليكم أن تصوموا شهرا وكتب لكم بالحسنة عشرا
حكمــــــة
عباد الله ينبغي لمن أصبح صائما أن يقول للسانه إنك اليوم صائم من الكذب والنميمة وقول الزور والباطل والغيبة ولعينيه إنكما اليوم صائمتان عن النظر إلى ما لا يحل لكما وللأذنين إنكما اليوم صائمتان من الاستماع إلى ما يكره ربكما ولليدين إنكما اليوم صائمتان من البطش فيما حرم عليكما من الغش في البيع والشراء والأخذ والعطاء وللبطن إنك اليوم صائمة عن المطعم فانظري على ماذا تفطري وتجنبي المطعم الخبيث الذي تدعين إليه فإن الله طيب ولا يقبل إلا الطيب وللقدمين إنكما اليوم صائمتان من السعي إلى ما يكتب عليكما وزره ويبقى قبلكما تباعته وإثمه ومن وقف لهذا وصبر عليه فقد أوفى بعهد نبيه {صلى الله عليه وسلم}
حكمــــــة
أقبل الصوم يا مسكين وكلنا مساكين وأنت عاكف على ما يسخط الجبار مصر على الآثام والأوزار عامل بأعمال أهل النار متشبه بالنساك والأخيار وأنت في جملة الفساق والفجار وقد أطلع على سرك وضميرك عالم الضمائر والأسرار وشهر الصوم شاهد عليك والملائكة تلعنك والله لا ينظر إليك وهو جل جلاله بإعراضك عن الطاعة معرض عنك غاضب عليك فلا تجعل أيها الصائم شهرك هذا كسائر الشهور
حكمــــــة
قال الله تعالى { فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر } البقرة 184 يا أخي هذه رحمة مولاك رضي أن ينقص من حقه لئلا ينقص من نفسك وهذه غاية اللطف من مولاك رخص لك أن تفطر الأيام الطوال بالعذر ورخص لك أن تفطر متتابعا وتقضي إن شئت متفرقا ليسهل عليك وتصوم الأيام القصار عوضا عن الأيام الطوال وهذا الرفق
حكمــــــة
فالله الله عباد الله غضوا أبصاركم في هذا الشهر العظيم وفي غيره عن النظر إلى المحظورات واحبسوا ألسنتكم عن أخذ أعراض المسلمين والمسلمات وأكثروا فيه من الصدقة على أهل المسكنة من ذوي الحاجات وقوموا في لياليكم فيه بكثرة الصلوات واسكبوا من أعينكم واكف العبرات وتضرعوا إلى الله في إقالة العثرات عساه يبدل سيئاتكم بالحسنات