فوائد من كتاب الزهد لابن المبارك 2
صفوان بن عَمْرو قَالَ حدثني شريح بن عُبَيد الحضري قَالَ قَالَ عُمَر بن الخطاب لكعب خوفنا يا كعب فقال والله إن لله ملائكة قياما منذ خلقهم الله ما ثنوا أصلابهم وآخرين ركوعا ما رفعوا أصلابهم وآخرين سجودا ما رفعوا رؤوسهم حتى ينفخ في الصور النفخة الآخرة فيقولون جميعا سبحانك وبحمدك ما عبدناك ككنه ما ينبغي لك أن تعبد ثم قَالَ والله لو أن لرجل يومئذ كعمل سبعين نبيا لاستقل عمله من شدة ما يرى يومئذ والله لو دلي من غسلين دلو واحد في مطلع الشمس لفلت منه جماجم قوم في مغربها والله لتزفرن جهنم زفرة لاَ يبقى ملك مقرب ولا غيره إلاَّ خر جاذيا - أو جاثيا - على ركبتيه يقول نفسي نفسي وحتى نبينا وإبراهيم وإسحاق يقول رب أنا خليلك إبراهيم قَالَ فأبكى القوم حتى نشجوا فلما رأى ذلك عُمَر قَالَ يا كعب بشرنا فقال أبشروا فإن لله تعالى ثلاثمِئَة وأربع عشرة شريعة لاَ يأتي أحد بواحدة منهن مع كلمة الإخلاص إلاَّ أدخله الله الجنة بفضل رحمته والله لو تعلمون كل رحمة الله تعالى لأبطأتم في العمل والله لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت من هذه السماء الدنيا في ليلة ظلماء مغدرة لأضاءت لها الأرض أفضل مما يضيء القمر ليلة البدر ولوجد ريح نشرها جميع أهل الأرض والله لو أن ثوبا من ثياب أهل الجنة نشر اليوم في الدنيا لصعق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم
عَن الشعبي قَالَ لقي جبرئيل عيسى ابن مريم فقال السلام عليك يا روح الله قَالَ وعليك السلام يا روح الله قَالَ يا جبرئيل متى الساعة قَالَ فانتفض جبرئيل في أجنحته ثم قَالَ ما المسئول عنها بأعلم من السائل ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً أو قَالَ لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ
عَن الشعبي قَالَ كان عيسى ابن مريم إذا ذكر عنده الساعة صاح ويقول لاَ ينبغي لابن مريم أن تذكر عنده الساعة فيسكت
عَن عَبد الله بن عامر بن ربيعة قَالَ رأيت عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ تبنة من الأرض فقال يا ليتني هذه التبنة ليتني لم أك شيئا ليت أمي لم تلدني ليتني كنت نسيا منسيا
عَن عاصم بن عُبَيد الله بن عاصم قَالَ حَدَّثَنَا ابن عُمَر قَالَ أخبرني أبان بن عثمان بن عفان قَالَ قَالَ عُمَر حين حضر ويلي وويل أمي إن لم يغفر لي فقضي ما بينهما كلام
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ أبصر أبو بكر طائرا على شجرة فقال طوبى لك يا طائر , تأكل الثمر وتقع على الشجر لوددت أني ثمرة ينقرها الطير
عَن قتادة قَالَ قَالَ أبو عبيدة بن الجراح لوددت أني كبش فذبحني أهلي يأكلون لحمي ويحسون مرقي قَالَ وقال عمران بن حصين لوددت أني كنت رمادا تسفيني الريح في يوم عاصف خبيث
عَن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس وكان يقول لو أني أكون كما أكون على أحوال ثلاث من أحوالي لكنت حين أقرأ القرآن وحين أسمعه يقرأ وإذا سمعت خطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا شهدت جنازة وما شهدت جنازة قط فحدثت نفسي بسوى ما هو مفعول بها وما هي صائرة إليه
عَن قيس بن عبادة قَالَ كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحبون خفض الصوت عند القتال وعند القرآن وعند الجنائز
عَن معاوية بن قرة قَالَ قَالَ أبو الدرداء أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث أضحكني مؤمل دنيا والموت يطلبه وغافل وليس بمغفول عنه وضاحك بملء فيه ولا يدري أرضى الله أم أسخطه وأبكاني فراق الأحبة مُحَمد وحزبه وهول المطلع عند غمرات الموت والوقوف بين يدي الله عز وجل يوم تبدو السريرة علانية ثم لاَ أدري إلى الجنة أم إلى النار
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ اجتمع ثلاثة نفر فسأل بعضهم بعضا عَن أمله فقال أحدهم لم يأت علي شهر إلاَّ ظننت أني أموت فيه فقال إن هذا لأملا وقال الآخر يوم فقال هذا أمل فقيل للآخر فقال يأمل من أجله بيد غيره
عَن رجل من بني عامر قَالَ قَالَ علي بن أبي طالب إنما أخشى عليكم اثنين طول الأمل واتباع الهوى فإن طول الأمل ينسي الآخرة وإن اتباع الهوى يصد عَن الحق وإن الدنيا قد ارتحلت مدبرة والآخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ " لاَ يَزَالُ نَفْسُ أَحَدِكُمْ شَابَّةً فِي حُبِّ الشَّيْءِ وَلَوِ الْتَقَتْ تُرْقُوَتَاهُ مِنَ الْكِبَرِ إِلا الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلآخِرَةِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ
عَن أبا سنان الشيباني يقول فرغ الله من خلق السموات والملائكة إلى ثلاث ساعات بقين من يوم الجمعة فخلق الآفة في ساعة والأجل في ساعة فلا أدري بأيتهما بدأ وخلق آدم في الساعة الآخرة فقالت اليهود فجلس هكذا يوم السبت فأنزل الله تعالى وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ
عَن حبان بن أبي جبلة أن أبا ذر أو أبا الدرداء قَالَ تلدون للموت وتعمرون للخراب وتحرصون على ما يفنى وتذرون ما يبقى ألا حبذا المكروهات الثلاث المرض والموت والفقر
عَن الأعمش قَالَ لما قدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أصابوا من العيش ما أصابوا بعدما كان بهم من الجهد فكأنهم فتروا عَن بعض ما , فنزلت أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ الآية
عَن مالك بن مغول قَالَ قيل للربيع بن أبي راشد ألا تجلس فتحدث قَالَ إن ذكر الموت إذا فارق قلبي ساعة فسد علي قلبي قَالَ مالك ولم أر رجُلاً أظهر حزنا منه
عَن سهم بن شفيق قَالَ أتيت عامر بن عَبد الله فخرج علي وقد اغتسل فقلت كأنك يعجبك الغسل قَالَ ربما فعلت ثم قَالَ ما جاء بك قلت الحديث قَالَ وعهدك بي أحب الحديث يعني المسامرة
عَنِ الْحَسَنِ أنه قَالَ حادثوا هذه القلوب بذكر الله فإنها سريعة الدثور واقدعوا هذه الأنفس فإنها طلعة وإنما تنزع إلى شر غاية وإنكم إن تطيعوها في كل ما تنزع إليه لاَ تبقي لكم شيئا
عَنِ سُفْيَانُ قَالَ كان يقال إياكم والبطنة فإنها تقسي القلب واكظموا العلم ولا تكثروا الضحك فتمجه القلوب
عَن هيثم بن مالك قَالَ كنا نتحدث عند أيفع بن عَبد وعنده أبو عطية المذبوح فتذاكروا النعيم فقالوا من أنعم الناس فقالوا فلان وفلان فقال أيفع ما تقول يا أبا عطية قَالَ أَخْبَرَنَا أخبركم بمن هو أنعم منه جسد في لحد قد أمن من العذاب
عَن سعد بن مَسْعود أن أبا الدرداء قَالَ لولا ثلاث ما أحببت أن أعيش يوما واحدا الظمأ لله بالهواجر والسجود في جوف الليل ومجالسة قوم ينتقون من خيار الكلام كما ينتقى أطائب التمر
عَن بلال بن سعد عَن معضد قَالَ لولا ظمأ الهواجر وطول ليل الشتاء ولذاذة التهجد بكتاب الله عز وجل ما باليت أن أكون يعسوبا
عَن قتادة أن عامر بن عَبد قيس لما حضر جعل يبكي فقيل له ما يبكيك قَالَ ما أبكي جزعا من الموت ولا حرصا على الدنيا ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وعلى قيام ليالي الشتاء
عَن مُحَمد بن كعب القرظي قَالَ إذا أراد الله بعبد خيرا جعل فيه ثلاث خصال فقها في الدين وزهادة في الدنيا وبصرا بعيوبه
عَن عمران الكوفي قَالَ قَالَ عيسى ابن مريم للحواريين لاَ تأخذوا ممن تعلمون من الأجر إلاَّ مثل الذي أعطيتموني ويا ملح الأرض لاَ تفسدوا فإن كل شيء إذا فسد فإنه يداوى بالملح وإن الملح إذا فسد فليس له دواء واعلموا أن فيكم خصلتين من الجهل الضحك من غير عجب والصبحة من غير سهر
عَن خلف بن حوشب قَالَ قَالَ عيسى ابن مريم للحواريين كما ترك لكم الملوك الحكمة فكذلك فدعوا لهم الدنيا
عَن مُحَمد بن عجلان عَن عون بن عَبد الله قَالَ قلت لأم الدرداء أي عبادة أبي الدرداء كان أكثر قالت التفكر والاعتبار
عَن عُبَيد الله بن عَبد الرحمن بن موهب قَالَ سَمِعْتُ مُحَمد بن كعب القرظي يقول لأن أقرأ في ليلتي حتى أصبح بإذا زلزلت والقارعة لاَ أزيد عليهما وأتردد فيهما وأتفكر أحب إلي من أن أهذ القرآن ليلتي هذا أو قَالَ أنثره نثرا
عَن عَبد الله بن عَمْرو بن العاص قَالَ ثلاث صاحبهن جواد مقتصد فرائض الله يقيمها ويتقي السوء ويقل الغفلة وثلاث لاَ تحقرن خيرا تبتغيه ولا شرا تتقيه ولا يكبرن عليك ذنب أن تستغفره وإياك واللعب فإنك لن تصيب به دنيا ولن تدرك به آخرة ولن ترضي به المليك وإنما خلقت النار للسخطة وإني أحذرك سخط الله عز وجل
عَن عَبد الله بن مَسْعود قَالَ الحق ثقيل مريء والباطل خفيف وبيء ورب شهوة ساعة تورث حزنا طويلا
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ كان من كان قبلكم يقربون هذا الأمر كان أحدهم يأخذ ماء لوضوئه ثم يتنحى لحاجته مخافة أن يأتيه أمر الله وهو على غير طهارة فإذا فرغ توضأ
عَن عاصم قَالَ سَمِعْتُ شقيق بن سلمة يقول وهو ساجد رب اغفر لي رب اغفر لي إن تعف عني فطول من قبلك وإن تعذبني تعذبني غير ظالم ولا مسبوق قَالَ ثم يبكي حتى أسمع نحيبه من وراء المسجد
عَن المقبري أنه بلغه أن عيسى ابن مريم كان يقول يا ابن آدم إذا عملت الحسنة فاله عنها فإنها عند من لاَ يضيعها ثم تلا هذه الآية إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً وإذا عملت سيئة فاجعلها نصب عينيك وقال ابن الوراق عند عينيك
عَن سعد بن إبراهيم عَن طلق بن حبيب قَالَ إن حقوق الله تعالى أعظم من أن يقوم بها العباد وإن نعمة الله أكثر من أن تحصى ولكن أصبحوا تائبين وأمسوا تائبين
عَن أَخْبَرَنَا سَعِيد بْنُ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ مُعَلَّى بْنَ زِيَادٍ يَقُولُ سَأَلَ الْمُغِيرَةُ بْنُ مُخَادِشٍ الْحَسَنَ فَقَالَ يَا أَبَا سَعِيد كَيْفَ نَصْنَعُ بِمُجَالَسَةِ أَقْوَامٍ هَهُنَا يُحَدِّثُونَنَا حَتَّى تَكَادَ قُلُوبُنَا أَنْ تَطِيرَ قَالَ أَيُّهَا الشَّيْخُ إِنَّكَ وَاللَّهِ لأَنْ تَصْحَبَ أَقْوَامًا يُخَوِّفُونَكَ حَتَّى تُدْرِكَ أَمَّنَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَصْحَبَ أَقْوَامًا يُؤَمِّنُونَكَ حَتَّى تَلْحَقَكَ الْمَخَاوِفَ
عَن مسلم بن يسار أنه سجد سجدة فوقعت ثنيتاه فدخل عليه أبو إياس فأخذ يعزيه ويهون عليه فذكر مسلم من تعظيم الله تعالى فقال مسلم من رجا شيئا طلبه ومن خاف شيئا هرب منه ما أدري ما حسب رجاء امرئ عرض له بلاء لم يصبر عليه لما يرجو وما أدري ما حسب خوف امرئ عرضت له شهوة لم يتركها لما يخشى
عَن مالك بن مغول أنه بلغه أن عُمَر بن الخطاب قَالَ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإنه أهون - أو قَالَ أيسر - لحسابكم وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وتجهزوا للعرض الأكبر يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ إن المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله عز وجل وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة إن المؤمن يفجأه الشيء يعجبه فيقول والله إني لأشتهيك وإنك لمن حاجتي ولكن والله ما من صلة إليك هيهات هيهات حيل بيني وبينك ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول ما أردت إلى هذا ما لي ولهذا والله لاَ أعود إلى هذا أبدا إن شاء الله إن المؤمنين قوم أوثقهم القرآن وحال بينهم وبين هلكتهم إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته لاَ يأمن شيئا حتى يلقى الله يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه في بصره في لسانه في جوارحه يعلم أنه مأخوذ عليه في ذلك كله
عَن عباد المنقري قَالَ حَدَّثَنَا بكر بن عَبد الله المزني قَالَ نزلت هذه الآية وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا ذهب عَبد الله بن رواحة إلى بيته فبكى فجاءت امرأته فبكت فجاءت الخادم فبكت وجاء أهل البيت فجعلوا يبكون فلما انقطعت عبرته قَالَ يا أهلاه ما الذي أبكاكم قالوا لاَ ندري ولكن رأيناك بكيت فبكينا قَالَ إنه أنزلت على رسول الله آية ينبئني فيها ربي عز وجل أني وارد النار ولم ينبئني أني صادر عنها فذلك الذي أبكاني
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ رجل لأخيه يا أخي هل أتاك أنك وارد النار قَالَ نعم قَالَ فهل أتاك أنك خارج منها قَالَ لاَ قَالَ ففيما الضحك قَالَ فما رئي ضاحكا حتى مات
عَن وهب بن منبه قَالَ إن في حكمة آل داود حق على العاقل أن لاَ يغفل عَن أربع ساعات ساعة يناجي فيها ربه عز وجل وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يفضي فيها إلى إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عَن نفسه وساعة يخلي بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل فإن هذه الساعة عون على هذه الساعات وإجمام للقلوب وحق على العاقل أن يعرف زمانه ويحفظ لسانه ويقبل على شأنه وحق على العاقل أن لاَ يظعن إلاَّ في إحدى ثلاث زاد لمعاده ومرمة لمعاشه ولذة في غير محرم
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أخبرني عروة بن الزبير عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ أبو بكر الصديق وهو يخطب الناس يا معشر المسلمين استحيوا من الله فوالذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب إلى الغائط في الفضاء متقنعا بثوبي استحياء من ربي عز وجل
عَن مُحَمد بن عَمْرو قَالَ سَمِعْتُ وهب بن منبه يقول وجدت في بعض الكتب أن الله تعالى يقول إن عبدي إذا أطاعني فإني أستجيب له قبل أن يدعوني وأعطيه من قبل أن يسألني وإن عبدي إذا أطاعني فلو أجلب عليه أهل السموات وأهل الأرض جعلت له المخرج من ذلك وإن عبدي إذا عصاني فإني أقطع يديه من أبواب السموات وأجعله في الهواء لاَ ينتصر من شيء من خلقي
عَن بكر بن عَبد الله المزني قَالَ قَالَ أبو ذر يكفي من الدعا مع البر ما يكفي الطعام من الملح
عَن حرملة بن عمران قَالَ سَمِعْتُ عقبة بن مسلم يقول إذا كان الرجل على معصية الله - أو قَالَ على معاصي الله - فأعطاه الله ما يحب على ذلك فليعلم أنه في استدراج منه
عَن ابن أبي نجيح عَنْ أَبِيهِ قَالَ لو أن المؤمن لاَ يعصي ثم أقسم على الله عز وجل أن يزيل له الجبل لأزاله
عَن منصور عَن مجاهد في قول الله تعالى نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا قَالَ قرناؤهم يتلقونهم يوم القيامة فيقولون لاَ نفارقكم حتى تدخلوا الجنة نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ
عَن مُحَمد بن المنكدر قَالَ إن الله ليصلح بصلاح العبد ولده وولد ولده ويحفظه في دويرته والدويرات التي حوله ما دام فيهم
عَن سَعِيد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في قول الله تعالى وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا قَالَ حفظا بصلاح أبيهما ولم يذكر عنهما صلاحا
عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ إِنَّ الْجَبَلَ يَقُولُ لِلْجَبَلِ يَا فُلانُ هَلْ مَرَّ بِكَ الْيَوْمَ ذَاكِرٌ لِلَّهِ تَعَالَى فَإِنْ قَالَ نَعَمْ سُرَّ بِهِ ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا إِلَى قَوْلِهِ أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا قَالَ أَفَتَرَاهُنَّ يَسْمَعْنَ الزُّورَ وَلا يَسْمَعْنَ الْخَيْرَ
عَن مولى لهذيل قَالَ ما من عَبد يضع جبهته في بقعة من الأرض ساجدا لله إلاَّ شهدت له بها يوم القيامة وإلا بكت عليه يوم يموت قَالَ وما من منزل ينزله قوم إلاَّ أصبح ذلك المنزل يصلي عليهم أو يلعنهم
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ مَا مِنْ صَبَاحٍ وَلا رَوَاحٍ إِلا تُنَادِي بِقَاعُ الأَرْضِ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ يَا جَارَةُ هَلْ مَرَّ بِكِ الْيَوْمَ عَبْدٌ يُصَلِّي عَلَيْكِ لِلَّهِ أَوْ ذَكَرَ اللَّهَ عَلَيْكِ فَمِنْ قَائِلَةٍ لاَ وَمِنْ قَائِلَةٍ نَعَمْ فَإِذَا قَالَتْ نَعَمْ رَأَتْ لَهَا عَلَيْهَا بِذَلِكَ فَضْلاً
عَن عاصم عَن المُسَيَّب بن رافع عَن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ إذا مات العبد الصالح بكى عليه مصلاه من الأرض ومصعد عمله من السماء والأرض ثم قرأ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ
عَن غالب بن عجرد قَالَ حدثني رجل من أهل الشام في مسجد منى قَالَ إن الله تعالى لما خلق الأرض وخلق ما فيها من الشجر لم تكن في الأرض شجرة يأتيها بنو آدم إلاَّ أصابوا منها منفعة أو كان لهم فيها منفعة فلم يزل الأرض والشجر كذلك حتى تكلم فجرة بني آدم بتلك الكلمة العظيمة قولهم اتخذ الله ولدا فلما قالوها اقشعرت الأرض وشاك الشجرة
عَن سلمان قَالَ إذا كان الرجل بأرض قي فتوضأ وإن لم يجد الماء فتيمم ثم ينادي بالصلاة ثم يقيمها ثم يصليها إلاَّ أم من جنود الله عز وجل صفا ما يرى طرفه - أو ما يرى طرفاه -
عَن قسامة بن زهير قَالَ إن الرجل المسلم من أمة مُحَمد صلى الله عليه وسلم يكون بالقفر فيقيم الصلاة فيصف خلفه من الملائكة صف إلى منقطع التراب أو قَالَ صفوف إلى منقطع التراب
عَن كعب أنه قَالَ من أذن في السفر وأقام صلى خلفه ما بين الأفق من الملائكة ومن أقام ولم يؤذن لم يصل معهم إلاَّ ملكاه اللذان معه
عَن هارون بن رياب قَالَ قَالَ عَبد الله بن مَسْعود إن الأرض لتزين للمصلي فلا يمسحها أحدكم فإن كان ماسحها لاَ محالة فمرة ولأن يدعها خير له من مِئَة ناقة للنقلة
عَن مريح بن مسروق قَالَ ما من شاب يدع لذة الدنيا ولهوها ويعمل شبابه لله تعالى إلاَّ أعطاه الله تعالى والذي نفس مريح بيده مثل أجر اثنين وسبعين صديقا
عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ الْمَعَافِرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ يَعْجَبُ رَبُّكَ تَعَالَى لِلشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ
عَن عَبد الله بن أبي الهذيل قَالَ خرج عمار بن ياسر إلى أصحابه وهم ينتظرونه فقالوا أبطأت علينا أيها الأمير فقال أما إني سأحدثكم حديثا كان أخ لكم ممن كان قبلكم وهو موسى صلى الله عليه وسلم قَالَ يا رب أخبرني بأحب خلقك إليك قَالَ لم قَالَ لأحبه لك قَالَ سأحدثك , رجل في طرف من الأرض يعبدني ويسمع به أخ له في طرف الأرض الأخرى لاَ يعرفه فإن أصابته مصيبة فكأنما أصابته وإن شاكته شوكة فكأنما شاكته لاَ يحبه إلاَّ لي فذلك أحب خلقي إلي ثم قَالَ موسى يا رب خلقت خلقا فجعلتهم في النار فأوحى الله تعالى إليه أن يا موسى ازرع زرعا فزرعه وسقاه وقام عليه حتى حصده وداسه فقال له ما فعل زرعك يا موسى قَالَ رفعته قَالَ فما تركت منه قَالَ ما لاَ خير فيه قَالَ فإني لاَ أدخل النار إلاَّ من لاَ خير فيه
عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ إِنَّ مِمَّا يُصَفِّي لَكَ وُدَّ أَخِيكَ ثَلاثًا إِذَا لَقِيتَهُ أَنْ تَبْدَأَهُ بِالسَّلامِ وَأَنْ تَدْعُوَهُ بِأَحَبِّ أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ وَأَنْ تُوَسِّعَ لَهُ فِي الْمَجْلِسِ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَحِبَّ لِلَّهِ وَأَبْغِضْ لِلَّهِ وَعَادِ فِي اللهِ وَوَالِ فِي اللهِ فَإِنَّهُ لاَ تُنَالُ وِلايَةُ اللهِ إِلا بِذَلِكَ وَلا يَجِدُ رَجُلٌ طَعْمَ الإيمَانِ وَإِنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ وَصِيَامُهُ حَتَّى يَكُونَ كَذَلِكَ وَقَدْ صَارَتْ مُواخَاةُ النَّاسِ الْيَوْمَ فِي أَمْرِ الدُّنْيَا وَذَلِكَ مَا لاَ يُجْزِئُ عَنْ أَهْلِهِ شَيْئًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
عَنِ سُفْيَانُ قَالَ قَالَ رجل من الأنصار أحب الناس على قدر تقواهم واعلم أن القراءة لاَ تصلح إلاَّ بزهد وذل عند الطاعة واستصعب عند المعصية واغبط الأحياء بما تغبط به الأموات
عَنِ مالك بن مغول قَالَ بلغنا أن عيسى ابن مريم قَالَ يا معشر الحواريين تحببوا إلى الله ببغضكم أهل المعاصي وتقربوا إليه بما يباعدكم منهم والتمسوا رضاه بسخطهم - قَالَ لاَ أدري بأيتهن بدأ - قالوا يا روح الله فمن نجالس قَالَ جالسوا من يذكركم بالله رؤيته ومن يزيد في علمكم منطقه ومن يرغب في الآخرة عمله
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ جَلِيسُ الصِّدْقِ خَيْرٌ مِنَ الْوَحْدَةِ وَالْوَحْدَةُ خَيْرٌ مِنْ جَلِيسِ السُّوءِ وَمَثَلُ جَلِيسِ الصِّدْقِ مَثَلُ صَاحِبِ الْعِطْرِ إِنْ لَمْ يُحْذِكَ يُعْبِقْكَ مِنْ رِيحِهِ وَمَثَلُ جَلِيسِ السُّوءِ مَثَلُ الْقَيْنِ إِنْ لَمْ يَحْرِقْكَ يُعْبِقْكَ مِنْ رِيحِهِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْقَلْبُ لتَقَلُّبِهِ وَمَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ رِيشَةٍ فِي فَلاةٍ أَلْجَأَتْهُ الرِّيحُ إِلَى شَجَرَةٍ فَالرِّيحُ تَصْفِقُهَا ظَهْرًا لِبَطْنٍ
عَنْ عُمَر بن سَعِيد بن أبي حسين قَالَ أخبرني ابن أبي مليكة وغيره أن لقمان كان يقول اللهم لاَ تجعل أصحابي الغافلين الذين إذا ذكرتك لم يعينوني وإذا نسيتك لم يذكروني وإذا أمرت لم يطيعوني وإن صمت أحزنوني
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ إن النعمة تكفر والرحم تقطع وإن الله تعالى يؤلف بين القلوب وإذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيء أبدا ثم تلا هذه الآية لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ
عَنِ سَعِيد بْنُ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيُّ عَنْ رَجُلٍ قَالَ رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَائِمًا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ آخِذًا بثَمَرَةِ لِسَانِهِ وَهُوَ يَقُولُ وَيْحَكَ قُلْ خَيْرًا تَغْنَمْ أَوِ اسْكُتْ عَنْ شَرٍّ تَسْلَمْ وَقِيلَ لَهُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَا لَكَ آخِذًا بثَمَرَةِ لِسَانِكَ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ الْعَبْدَ لَيْسَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ جَسَدِهِ بأَحْنَقَ مِنْهُ عَلَى لِسَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
عَنِ يُونُس بن أبي إسحاق قَالَ أَخْبَرَنَا بكر بن ماعز أن الربيع بن خثيم أتته ابنة له فقالت يا أبتاه أذهب ألعب فلما أكثرت عليه قَالَ له بعض جلسائه لو أمرتها فذهبت قَالَ لاَ يكتب علي اليوم أني آمرها تلعب
عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ مَنْ قَالَ لِابْنِهِ أَوْ قَالَ لصَبِيَّتِهِ هَاهْ يُرِيهِ أَنَّهُ يُعْطِيهِ شَيْئًا فَلَمْ يُعْطِهِ كُتِبَتْ كِذْبَةً
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ قِيلَ لَهُ مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ فِي زَعَمُوا قَالَ بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ
عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَكْثَرُ النَّاسِ خَطَايَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ خَوْضًا فِي الْبَاطِلِ
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ
عَن قيس بن مسلم عَن طارق بن شهاب عَن ابن مَسْعود قَالَ إن الرجل ليخرج من بيته ومعه دينه ثم يرجع وما معه منه شيء يأتي الرجل لاَ يملك له ولا لنفسه ضرا ولا نفعا ويقول له إنك لذيت وذيت فيرجع وما حلي من حاجته بشيء وقد أسخط الله عليه
عَنِ الأشْعَرِيِّ قَالَ إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَلا الْجَافِي عَنْهُ وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ كانوا يقولون إن لسان الحكيم من وراء قلبه فإذا أراد أن يقول يرجع إلى قلبه فإن كان له قَالَ وإن كان عليه أمسك وإن الجاهل قلبه في طرف لسانه لاَ يرجع إلى القلب فما أتى على لسانه تكلم به وقال أبو الأشهب كانوا يقولون ما عقل دينه من لم يحفظ لسانه