فوائد من اللطائف
حكمــــــة
يا مؤخر توبته بمطل التسويف (لأَي يَومٍ اُجِلَت) كنت تقول: إذا شبت تبت. فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت لو كان لسيف عن عزيمتك جوهرية لقيك موت الهوى تحت ظبته. كل يوم تضع قاعدة الإنابة ولكن على شفا جرف كلما صدقت لك في التوبة رغبة حملت عليها جنود الهوى حملة فانهزمت إذبح حنجرة بالهوى بسكين العزيمة فما دام الهوى حيا فلا تأمن من قلب قلبك.
حكمــــــة
قتل رجل قبلكم مائة نفس ثم خرج تائبا فأدركه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فبعث الله ملكا يحكم بينهم فقال: قيسوا ما بين القريتين وأوحى إلى هذه أن تباعدي وعلى هذه أن تقربي فوجد أقرب إلى قرية الخير بشبر فغفر له. والحاكم والخصوم لا يعرفون سر (كَذِلِكَ كِدنا لِيوسُفَ). إذ صدق التائب أجبناه وأحييناه (وَجَعَلنا لَهُ نوراً يَمشي بِهِ في الناس) يا معاشر التائبين (أَوفوا بِالعُقُود) انظروا لمن عاهدتم (ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها) فإن زللتم من بعد التقويم فارجعوا إلى دار المداراة (فإنّ الله لا يمل حتى تملوا).
حكمــــــة
عودوا إلى الوَصلِ عودوا فالهَجرُ صَعبٌ شَديدُ تَذكّرونا فَما عَهدي لَديكُم بَعيدُ كُنا وَكُنتُم قَريباً فَأَينَ تِلكَ العُهودُ هَل يَرجَعُ البانُ يَوماً أَم هَل تَعودُ زَرودُ مجاهدة النفس يا مقهورا بغلبة النفس صل عليها بسوط العزيمة فإنها إن عرفت جدك اِستأسرت لك وامنعها ملذوذ مباحها ليقع الإصطلاح على ترك الحرام فإذا صبرت على ترك المباح (فَإِما مناً بَعدُ وَإِما فِداء) الدنيا والشيطان خارجان عنك والنفس عدو مباطن ومن أدب الجهاد (قاتِلوا الَّذَينَ يَلونَكُم) إِن مالَت إٍلى الشَهوات فاكبِحها بِلِجامِ التَقوى وإِن أعرضت عن الطاعات فسقها بسوط المجاهدة وإن استحلت شراب التواني واستحسنت ثوب البطالة فصح عليها بصوت العزم
حكمــــــة
العقل رفيق القلب والطبع قرين النفس فلا تقارب بين النفس والقلب فرب جار جار سرادق القلب على أطناب العقل وخيمة النفس على أوتار الهوى اكسر حدة خمر الطبع بمزاج ماء الرياضة اشددن أزر العقل بجبال التقى ماء طبعك أجاج وماء شرعك عذب وقد مزج الإبتلاء بينهما نور العقل يضيء في ليل الطبع فتتبين جادة الصواب للسالك وزناد الفكر حين يوري يرى عواقب الأهوال.
حكمــــــة
" يوسف " العقل ينظر إلى العواقب و " زليخا " الهوى تتلمح العاجيل والعزائم منازل الأبطال والصبر دأب الرجال وإنما رد " يوسف عقله وحمل " زليخا " طبعها ولا أقول لك: اقلع شجر الطبع من أرض الوضع كيف يمكن وقد قال (زُينَ لِلِناسِ حُبُّ الشَهوات) وإنما أقول لك: دم على المجاهدة في الجسم وكلما نبعت عروق الهوى فاقطع
حكمــــــة
فقرك من الخير مشوب بالكسل ومتى كان الفقير كسلان فلا وجه للغنى لو كانت لك أنفة من التواني لخرجت من ربقة الذل بعت قيام الليل بفضل لقمة شربت كأس النعاس ففاتتك رفقة (تَتَجافَى جُنُوبُهُم) امتلأت طعاما فإذا غريم الفراش يتقاضاك بدين النوم فضرب على أذنك لا في موافقة أهل الكهف تناولت خمر الرقاد فوقع بك صاحب الشرطة فعمل في حقك بمقتضى أنم وأرقم فجعل حدك الحبس عن قيام الليل فخرج على توقيع قصتك وقت الفجر (رَضوا بِأَن يَكونُوا مَعَ الخوالِف).
حكمــــــة
لابس الثوب الأسود لا يجزع من وقوع الحبر عليه يا جرحى الذنوب قد عرفتهم المراهم إن لم تقدروا على أجرة نائحة فنسكوا رؤوس الندم فما يخفى صاحب المصيبة فإن فاتكم عز خذوا دليل العزم إن لم تعرفوا سبيل الوصول فلعل حيرة الطالب توقعه على ماء " مدين " سيروا في بوادي الدجى وأنيخوا بوادي الذل في كسر الإنكسار وأصيخوا بأسماع اليقظة لعل حداء الواصلين تحرك أطراب القلوب
حكمــــــة
فيامن قد ألقاه الهوى في جب حب الدنيا سيارة القدر تبعث كل ليلة وارد: (هَل مِن سائِل " فكن متيقظا للوارد إذا أدلى دلو التخليص وقم على قدم (تَتَجافَى) وامدد أنامل (يَدعونَ رَبَهُم) وألق ما في يمينك لتتعجل الخروج ولا تتشبث بأرجاء بئر الهوى فإنها رمل تنهار عليك فإذا تخلصت بعزائمب الإنابة فاحذر من الطريق المسبعة وسر في مصباح اليقين خلف دليل الهوى: فعند الصباح يحمد القوم السرى.