الأخلاق الحسنة والمذمومة تقوم على أركان..
A
حكمــــــة
والعدل: يحمله على اعتدال أخلاقه، وتوسُّطِه فيها بين طرفَي الإفراط والتّفريط، فيحمله على خُلُق الجود والسّخاء الذي هو توسُّطٌ بين الإمساك والإسراف والتبذير، وعلى خُلق الحياء الذي هو توسُّطٌ بين الذُّلِّ والقِحَة، وعلى خُلق الشّجاعة الذي هو توسُّطٌ بين الجُبْن والتّهوُّر، وعلى خُلق الحِلم الذي هو توسُّطٌ بين الغضب والمَهانة وسقوط النّفس، ومنشأ جميع الأخلاق الفاضلة من هذه الأربعة.
حكمــــــة
والشّجاعة: تحمله على عزّة النّفس، وإيثارِ معالي الأخلاق والشِّيَم، وعلى البذل والنّدى الذي هو شجاعة النّفس وقوّتها على إخراج المحبوب ومفارقتِه، وتحمله على كظْم الغيظ والحِلم، فإنّه بقوّة نفسه وشجاعتها أمسكَ عِنانَها، وكبَحَها بلجامها عن التسرُّع والبَطْش، كما قال النّبيُّ ﷺ: ليس الشّديدُ بالصُّرَعة، إنّما الشّديد الذي يملك نفسَه عند الغضب. وهذه حقيقة الشّجاعة، وهي ملكةٌ يقتدر بها على قَهْر خصمه.

