من أقوال د. سامي عامري
حكمــــــة
قناعة..
لن تهزم باطل المجرمين؛ لتقيم منظومة الحق، دون أنصار من الناس يثبتون أمام الفتنة.. سُنّة الله في خلقه.. ولن تجد أنصارًا للحق، دون أن تهدم في أنفسهم أصنام باطل عصرهم.. وصنم العصر الأكبر اليوم، صنم العالمانيات وتمظهراتها في واقعنا (تعطيل الشرع أو الانتقاء منه ما لا يخالف الاشتراطات الغربية، الليبرالية، الوطنية السايسببيكية، النسوية، الأنسنة...).. وتجميع (المصفقين) و(المتعاطفين بقلوبهم فحسب)، والتصالح مع بعض أصنام العصر، و " الطبطبة " عليها، لن تحصد منه الدعوة غير السراب والانسلاخ التدريحي..
منتصف الطريق بين الحق والباطل، باطل آخر..
" وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ، وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ، ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ "
حكمــــــة
العالِم بين قمة وقاع
العالم العامل بالحق، وارث النبوة؛ لأنه حارسها الأول بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.. وأما العالم غير العامل، فقد شبهه الوحي بالحمار: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
=
العلم نعمة أو نقمة.. وليست النجاة في الاستكثار من المعارف مع فقر القلب من خشية الله، أو اتباع السلاطين أو الجماهير، رغبًا أو رهبًا..
حكمــــــة
حتّى نستعيد " الأمّة "
يبدأ فَرَج " الأمّة " أولًا باستعادة حقيقة " الأمّة "، أي الوحدة الشعورية النابعة من انتماء عقدي واحد.. قبل هدم الولاء للتراب، وصنمية الوطنية السايسبيكية، وجاهلية شريعة (ابن البلد المسلم) و(الأجنبي المسلم)، وقسمة الحقوق الضيزى بين (المواطن المسلم) و(المقيم المسلم)، و(أريحية) الطعن في أعراض الشعوب المسلمة الأخرى (دفاعًا) عن قداسة البلد، سيبقى مفهوم الأمة مجدّعًا من كلّ جانب..
حكمــــــة
حقيقتان في خضم الصراع..
الأولى: الله سبحانه بيده الملك، وهو العزيز له الأمر الكوني..
الثانية: خلق الله سبحانه الموت والحياة لابتلاء الخلق، فلم نُخلق عبثًا، وليست هذه الفتن مجرد أعراض عشوائية لوجود بلا معنى.. الفرح والترح، النصر والانكسار، الحصار والفرج.. كلها محطات اختبار.. فاحذر أن تسقط جزعًا أو استغناءً وبطرًا.. إنّما هي ساعات..
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ
حكمــــــة
قوانين الفيزياء.. سُنّة الله في أرضه
لا يمكن أن تقفز من القاع إلى القمّة إذا كان القاع بعيد الغور.. ومخالفة قوانين الفيزياء، حلم جميل، لكنّه وهم أو مخدّر..
بين القاع والقمّة، مسافة تُقطع بالصبر، والإصرار، والوجع، والحزن، والشوق.. والعاقبة للمتّقين.. وكلّ من يخطو بالأمّة خطوة إلى الإمام؛ فهو شريك في النصر النهائي، بإدراك القمّة، وإن مات وهو يرى القمّة نقطة ضوء بعيدة..
كلّ بيان لحقيقة شرعية، في العقائد أو الأحكام، وكلّ مجلس لتزكية النفس، وكلّ جهد لفضح سبيل المجرمين، وكلّ نكاية في عدو باللسان أو السنان، وإن لم تقطع عدوانه كليّة.. كلّ ذلك -إذا كان في سبيل الله-فهو مهر واجب لرحلة الأمّة إلى القمّة.. كقِطع الحجارة المكسّرة؛ فهي فرادى لا تثير في النفس شيئًا، لكنّها مجتمعة، جُدُر حصن، يُتّقى به الشرّ والأذى.. فلا يحقرنّ المرء من المعروف شيئًا..
حكمــــــة
الإسلام والنِسوية.. لماذا لا يلتقيان؟
النسوية=التمركز حول الأنثى (بعبارة عبد الوهاب المسيري)
الإسلام=التمركز حول الوحي. قال تعالى: ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُون.
وكلّ الأصوات النِسويّة الصادقة في انتمائها للنسوية لا تخالفنا في أنّ النِسوية لا تتمركز حول الوحي.. حتى الصادقات في التيّار التلفيقي المشوّه المسمّى " النسوية الإسلاميّة " يعترفن بذلك..
حكمــــــة
أخوف آية في كتاب الله:
قال تعالى: " وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ "
قال التابعي مجاهد: " عملوا أعمالًا توهّموا أنّها حسنات فإذا هي سيئات. "
وقال السدي: " عملوا أعمالًا توهّموا أنّهم يتوبون منها قبل الموت، فأدركهم الموت قبل أن يتوبوا ".
.. ولعلّهم -أيضًا- قالوا كلمة -لم يلقوا لها بالًا- زيّنت باطلًا أو غبّرت حقًا.. أو رأوا مظلومًا فخذلوه.. أو قائمًا لله بالحجّة، فلم يعزّروه..
نسأل الله ألّا نفجع في أنفسنا يوم القيامة بأمر جلل حسبناه هيّنا وهو عند الله عظيم..